١ - (الأعيان): للإفادة من أموالهم في الاكتتاب برأس المال، ثم يجذبهم إلى نقل مودعاتهم من البنوك الأجنبية إلى البنك الوليد
٢ - (الحكومة): بوزاراتها ووزرائها وكبار موظفيها. لكي تكون يداً مع المشروع وما تفرع عنه من الشركات، وذلك بأن تودع أموالها البنك، وبأن توصي بتفضيل منتجات شركاته وما إلى ذلك من مزايا
٣ - (الصحافة): للدعوة والدعاية والتخفف من المهاجمة أو النقد، إذ أن المشروع جديد ومالي يتأثر بالنقد السريع
٤ - بالجمهور - عامة، وخاصة - الطلبة والشباب:
فإذا كان قد حدثت أشياء غير صالحة، فإن منجم ذلك هو العيوب التي نشهدها في تصرفات الأعيان والحكومات والمصالح الأميرية وبعض الصحافة والجمهور. ذلك أن كل عنصر من هذه العناصر، حسب أن له حقاً على طلعت أو على البنك، بأن يترخص وأن يتسامح فيما لا يجوز الترخيص والتسامح فيه. فإذا وقف طلعت موقف الحزم، غضب طلاب المنفعة؛ وإذا تسامح - وهذا ما كان يؤثر طلعت دفعاً للكيد - استتبع هذا ألواناً أخرى من التسامح، بالاستزادة من الإقراض والتراخي في الأداء. والرجل يريد أن يرضي جميع الحكومات خشية أن يقال إنه حزبي. على حين أن مشروعاته مستقلة وواجب أن تكون مستقلة عن الأحزاب السياسية والتجارية والشخصية.
وعندي أنه إذا شئنا أن نتقي ما حدث من الأزمات والأخطاء، أن نمضي قدماً في علاج شئوننا، فنعرف أين يبدأ حقنا وأين ينتهي عند حق غيرنا من بنك أو شركة أو مساهمة أو مصلحة عامة. علينا أن نفرق بين منافعنا الخاصة وبين المصالح العامة. بل علينا أن نعرف كيف نضحي منافعنا الخاصة لنصلح شئوننا العامة. فالمجاملة والتسامح (سياسة معلهش) والتراخي والاستغلال الحقير للنفوذ هذا كله مرجع العيوب في مشروعاتنا ومساهماتنا وشركاتنا. فإن أصلحنا، صلحت أداتنا المالية والاقتصادية، وأدركنا أن الداء فينا وعلاجه بين ظهرانينا، وأنصفنا الموتى من الأحياء