وزارة المعارف، فليست الكفاية والبراعة والمقدرة وقفاً على هذه الوزارة
الحق أنه ليس لمنصف نزيه حصيف الرأي أن ينقد هذه الطريقة المثلى العادلة التي تقضي على القالة والقيل وتسد الطريق أمام الريب والشكوك. على أن الوزارة لم تلجأ إليها إلا بعد دراسة وبحوث وعقد لجان واستشارة مجربين فانتهى الأمر بهم جميعاً إليها
وأما ما يقوله الأستاذ (قاف) من ترك المدارس والمدرسين أحراراً في اختيار ما يشاءون من الكتب لتلاميذهم فحسبي في الرد عليه أن أردد له ما كان يقوله تلك الليلة من أنه جريمة رسمية تفسد الخلق والعلم، وأن المدارس - بالرغم من تحريمه ومحاربة الوزارة إياه محاربة لا هوادة فيها ولا لين - كانوا يتخذونه وسيلة دنيئة تقرب إلى ذوي الجاه من المؤلفين الرسميين وهؤلاء يستغلونه استغلال وضيعاً تأباه كرائم النفوس، فقضت على هذه المفاسد كلها طريقة المسابقات. ذلك عجبي. أما إعجابي فبقدرة الإنسان - وهو الذي حارت البرية فيه - على الدفاع عن رأيين متناقضين يدلي بأحدهما وهو يعمل في المدارس، وبالآخر وهو يعمل في الديوان حيث اختيار الأعضاء للجان التأليف.
(سمير)
استدراكان لغويان
في تصحيحات العلامة المحقق الأب الكرملي للجزء الثاني من كتاب الإمتاع والمؤانسة مواضع تحتاج إلى بيان، أعرض على الأب الفاضل منها موضعين في العدد (٤٧٥) من الرسالة الغراء:
١ - قال: وفي ص ١١٠ ويجعلها (أي الأحجار) ملساء، وضبطت كحمراء؛ والصواب مُلساً بضم الميم. . . (راجع فساد قول القائل صخور ملساء في مجلة المجمع العلمي العربي ٢٣٣: ١٧ و ٢٣٤) اهـ
وقد رجعنا إلى الموضع المذكور فلم نجد للأب مستنداً في إنكاره، لأن نص سيبويه قاصر على بيان أن جمع التكسير لأفعل فعلاء هو فعل بضم العين، وما أظن أن كيفية تكسير هذه الصيغة كانت محل خلاف، وليس فيها شاهد على خطأ قولهم صخور ملساء.
وإنما كان الأب بحاجة إلى نص صريح يستثنى فيه هذه الصيغة من القاعدة العامة التي