للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لساني في حوار (جيل وجيل) فهو لي صياغة ومعنى - نقول إننا لسنا ممن يعتسفون الأحكام اعتسافاً، وإنما استندنا في حكمنا إلى قراءة واستيعاب وإلى مقال نشرته مجلة (المعرفة، ثم إننا لم نرد غير التاريخ لشعراء مصر والاعتراف بفضل شاعر كبير منهم ولكن الأستاذ سكت طويلاً ثم وقف على الكنز الدفين فطلع على قراء (الرسالة) الغراء بحكم عام يصب النفي صباً على كل ما قررت، وقد أبث عليه ثورة الفكرة واعتلاج الرأي في صدره إلا أن يستعير صيغة عموم السلب المعروفة فيقول: (كل ذلك لم يكن) ولقد كان أليق بالأستاذ أن يقول: (لم يكن كل ذلك) وإذاً لها الخطب، وهو بحمد الله جد يسير، فأي منصف يكابر في أن عبد المطلب عالج الروية الشعرية؟ وأي منصف ينازع في أن لعبد المطلب حيوية شعرية دفعت به إلى أن يسبق غيره من فحول شعراء مصر في هذه الناحية؟. . . أما إقحام الأستاذ لانتشار الشعر التمثيلي في القرن التاسع عشر في أرجاء أوربا فلا نجد له مكاناً فيما ذهبنا إليه من الكشف عن اثر الحيوية في شعراء العربية بمصر فحسب. وفرق كبير بين الأدب العربي وألوربي!. . . وأما قوله: (ولا شك أن حادثة بلقاء كهذه قد وصلت إلى سمع عبد المطلب. . .) فنحن لا ننكر أن يكون شيخنا الجليل قد سمع بها، لأننا نعترف بصدق حيويته وسعة إطلاعه. ولكنا ننكر كل الإنكار توهم الأستاذ أننا قررنا حكمنا من غير أن نعلم (حادثة اليازجي البلقاء. . .) فإنا لم نرد غير التاريخ للشعراء المصريين

وأخيراً هل يتفضل الأستاذ فيذكر لنا أي شرائط الفن تنقص روايات عبد المطلب؟!. . . لسنا في مقام المفاضلة بين (عبد المطلب وشوقي) طيب الله ثراهما حتى نوازن بين شرائط الفن عند كليهما، ولكنا نعرض في حوارنا لحيوية الشاعرية ونثبت أنها تدفع بصاحبها دفعاً إلى أبعد الغايات. وهذا ما ظفر به عبد المطلب في مصر مهما تكن قيمة إنتاجه. ولن أندفع اليوم إلي ما ليس له صلة بموضوع الخلاف ويكفي أن نسجل على الأستاذ قوله: (إنهما اشتركا في الجنس) ولا يعنينا أن يكونا (مختلفين في النوع) - على حد تعبير الأستاذ -

وبعد، فما من شك عندي فيما قرره المرحوم الأستاذ محمود مصطفى. ومن حقي أن أقول إن المقام يحدد مجال البحث، وأنا إنما بحثت في حيوية عبد المطلب شاعراً مصرياً افترع فن الشعر التمثيلي بين شعراء مصر فلا يضيرني أن تنسب للشيخ اليازجي رواية مثلث أو

<<  <  ج:
ص:  >  >>