للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

حول بداية الصوم، وهو في بعض مظاهره من المضحكات

ولكن الحساب في هذه السنة كان محرجاً، فهو يقول بأن هلال رمضان يمكث دقيقة واحدة بعد غروب شمس التاسع والعشرين من شعبان

وما دقيقة واحدة فيها الهلال بعد الغروب ثم يغيب؟

أمن أجل دقيقة واحدة نقطع ما بين الفجر والمغرب صائمين بدون تكليف من الشرع الشريف؟

لا، الرؤية هي الأساس، وهي أيضاً الشاهد على أن الإسلام يبني قواعده على أصول لا تحتمل الشك والامتراء. أصول يستوي في إدراكها العوام والخواص

وهنا تظهر الحكمة الحقيقية لاشتراط الرؤية في ثبوت هلال رمضان

تقليد جميل

قالت إحدى الجرائد أن المحكمة الشرعية جرت على العادة التقليدية في ثبوت الرؤيا فصنعت كيت وكيت

وأقول إن هذا تقليد جميل، ويعز على أن تضعف مظاهره من عام إلى عام، فلا نرى (موكب الرؤية) في الفخامة التي شهدها الآباء والأجداد

هذا الموكب هو (التهيؤ لاستقبال شهر الصيام، وهذا التهيؤ هو في ذاته قربان من أعظم القرابين، وهو يعد النفوس لروحانية هذا الشهر الجليل

أتذكرون اختلاف الفقهاء في صحة الصيام لمن فاته أن ينوي الصيام؟

هذا دليلٌ على أن النية هي الأساس في جميع الأعمال الأخلاقية، والنية رياضة تقوى بها عضلات النفوس. والنفوس كالأجسام لها جوارح وعضلات وأعضاء، ولكن أكثر الناس لا يفقهون

آداب إسلامية

إن من يقرأ كتب الفقه الإسلامي يعجب من ترفق الإسلام بالصائمين، فهو لا يفرض الصوم على من يتأذى بالصوم لسبب من الأسباب، ثم يفتح له باب التحرر من تلك الفريضة بتعويض خفيف تقدر عليه أكثر الجيوب، وهو الجود بصدقات ينتفع بها بعض الفقراء

<<  <  ج:
ص:  >  >>