أعبر عنه هو أنني لم أعثر بها، أي لم أقع عليها. وللأب الفاضل أن يظهر علمه - إذا أراد - في غير هذه التوافه، وأن يتفضل بأن يترك للكاتب الحق في أن يتصرف في اللغة وفقاً للمعنى الذي في قلبه
وأما مسألة أبيقوس ونسبه الكراكي إليه، فهذا لن يفيد الأب الكرملي في شيء، لأن النص يقول:(إن تودورس أو قومودس ملك يونان كتب إلى أينقس الشاعر أن يزوده بما عنده من كتب فلسفية). . . وإذا كان من الثابت أن قومودس قد عاش في القرن الثاني بعد الميلاد، وأن أبيقوس الذي فرح الأب باكتشاف أحد أصدقائه لوجوده قد عاش في القرن السادس قبل الميلاد، فإنه يكون بين الرجلين ثمانية قرون. أيريد الأب الشيخ أن يطير في طائرة عصرية ليجمع بين العصرين!
لم يكن لي أن أتجه نحو أبيقوس ما دمت قد رجحت كومودس
هذا ما يستحق الرد في كلام أوفى كرملة الكرملي، وأما ما دون ذلك، فالعلم منه بريء.
محمد مندور
مدرس بجامعة فاروق الأول
القضاء العشائري في العراق
كتاب قيم ألفه الشيخ فريق المزهر آل فرعون عضو البرلمان العراقي ورئيس عشائر الفتلة، يبحث في الأصول والقواعد العشائرية والعادات المألوفة لدى القبائل العراقية، ويتناول تدوين تلك الأحكام المرعية والعادات المتبعة التي ساروا عليها منذ ثمانمائة سنة، كما ضمنه عادات العشائر العراقية وآدابهم وتقاليدهم وأساليبهم وسائر شؤون حياتهم الاجتماعية
والحق أن للقبائل والعشائر العراقية تاريخاً حافلاً بالعادات والتقاليد المتوارثة، يحرصون عليها ويتواصون بالتمسك بها وعدم التفريط فيها؛ ومن هذه التقاليد المرعية يتألف قانون غير مدون له قدسية سائر القوانين المدنية وحرمة بقية الأنظمة الاجتماعية، يرجعون إليها فيما يتعلق بخلافاتهم وأحكامهم ومشاكلهم العديدة وفيما يخص سائر أمورهم الاجتماعية والشرعية والاقتصادية، ولهم فيما يتفرع من هذه النواحي وفيما ينجم عنها من ملابسات،