هيهات ثم هيهات، فالينبوع القاهر يفتك بالحواجز والأسداد، والقلم العارم يصنع ما يصنع النور في تبديد الظلمات
لن تضام مصر، ولن يضام أهلوها، ولن تجف أقلامها، ولن يكون لها بين المظلومين مكان
لا أقول أن مصر باقية ما بقي النيل، ولكني أقول أنها باقية ما بقى الوجود
مصر شرعت لجميع الأمم مذاهب الفكر والرأي والبيان وستظل بإذن الله مصدر الفكر والرأي والبيان
قال الزعيم النبيل مصطفى كامل:(لو لم أكن مصرياً لتمنيت أن أكون مصرياً) وأقول إني أكره الافتراض الذي يبيح التخيل بأني لم أكن من المصريين
إن الظلم الذي يلاحقني في وطني لا ينسيني جمال وطني لأنه عندي أعز من روحي ونفسي
أنا أرفع الراية المصرية حيثما توجهت، ولن تضام مصر ولها أسندة ودروع من أبنائها الأوفياء
وكم تمنيت أن أكون أول من هتف بهذه الآراء، ليكون لي فضل الابتكار والإبداع، ولكني أشرح آراء جادت بها عقول كان لها فضل السبق في إحياء المواهب المصرية والعربية والإسلامية، من أمثال: أحمد زكي باشا، ومحمد بك مسعود، والشيخ محمد عبده، والسيد جمال الدين
هي آراء بشر بها ودعا إليها أولئك الجهابذة الأعلام، ولكنها حلت من نفسي محل اليقين، فصرت أهتف بها هتاف المبدع الأصيل، والمريد الصادق لا يقل إيماناً عن أساتذته النبلاء نحن لا نعمل لليوم الحاضر وحده، وإنما نعمل للمستقبل القريب والبعيد، وستظل سواعدنا قوية ولو احتواها الفناء
نحن لا نهاب الرجعية الممثلة في أوهام الفنانين، ولا نهاب مصالحنا وهي جديرة بأن تهاب، وإنما نهاب الحق، ونراعي الوطن، ونخاف الله، وتلك معان توجب أن نظل أوفياء لكرامة العقل، وسماحة الروح، وشجاعة الوجدان
سنقف كراماً حيث يقفنا الواجب، ولن نرضى أبداً بأن يعرض الفكر في بلادنا للخمود وستذكر مصر طائعة أو كارهة أن في أبنائها من وفوا بالعهد، في أيام ألهت جماهير الناس