كان الغنى يحسن إلى البائس الفقير لأنه يعلم أن ما يدفعه الآن سيأخذه أضعافاَ مضاعفة، وسيجزى بذلك النعيم المقيم، فأوصدوا باب الجزاء في وجهه، وأوصدوا بإيصاده باب الإحسان
كان يعمر قلبه الله والخير والفضيلة والعدل، ويخيفه الشيطان والشر والرذيلة والظلم، فشك في ذلك وأصبح يتساءل ما الله؟ وما الشيطان؟ ما الخير؟ وما الشر؟ وما الفضيلة والرذيلة؟ وما العدل وما الظلم؟ هذه كلها من أوهام الماضي، وخرافات الأجيال
أعلم أن الذي حول العالم إلى هذه الحال القلقة، وورطه في هذا الجحيم هو اندفاع فلاسفة القرن التاسع عشر والقرن العشرين في مقاومة الدين ونقصه - كان هؤلاء الفلاسفة يجهلون قيمة الدين في حياة الشعوب والأفراد، وكانوا يرونه يعيش على هامش الحياة، بل ربما رأوه كلا عليها، فاندفعوا يقاومونه وينقضونه حجراَ بعد حجر، ويشككون في مبادئه السامية، فضعفت قيمة الدين في النفوس بما ألقوا من شبهات وما أثاروا حوله من استهزاء، ولم يعلموا أنهم بذلك يفتحون باب المقبرة للعالم، وينقضون أخلاقه العلوية السامية.
أرجعوا إلى الناس إيمانهم إيمانهم بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والجزاء بالأعمال ترجع إليهم عفتهم وطهارتهم وصيانتهم.
أرجعوا إلى الناس إيمانهم ترجع إليهم أمانتهم ووفاؤهم وعدالتهم.
أرجعوا إلى الناس إيمانهم يرجع إليهم أملهم الضائع، وأمانيهم المنشودة، ومستقبلهم الزاهر، وعزاؤهم على ما يلاقون من آلام الحياة.
أرجعوا إلى الناس إيمانهم ترجع إلى الأرض الرحمة، وإلى البشر العدل، ويهبط على الكون السلام.