واضحة وهو الكلام الذي نشرته الرسالة لأبي هلال العسكري وفيه (أن الخطأ هو أن تقصد الشيء فتصيب غيره. . . والخطاء تعمد الخطأ). وبعد أن عاب هذا الأب سيبويه والخليل. . . أنكر علينا احتجاجنا بمؤلف الصحاح، وذكر أن العسكري أعلى منه مقاماً!! فيا أيها الأب إن الجوهري والعسكري متفقان ولكنك لم تدرك لا كلام الجوهري ولا كلام العسكري. والبلاء الأكبر في أن يأتي متحذلق في آخر الزمان يوازن بين إمامين ثم لا يستطيع أن يفهم كلامهما
أما بعد أيها الأب أنستاس ماري الكرملي، إن فيما نسبت قوله إلى ما هو كذب وافتراء. فأنا لم أقل: سيبويه غير موثوق به. ولم أقل: نص جمع التكسير، إنما قلت: نعت جمع التكسير. ولم أقل. . . ولم أقل. . . مما يمل بيانه للقارئ
فإذا كان هذا شأنك مع حي يملك أن يدفع عن نفسه، فكيف نثق بما ننقل عن أولئك الأئمة المساكين الناعمين في عالم الخلود؟
وأدهى من ذلك أنك كنت ادعيت إنه لا يقال خطأ بل خطاء وامتلأت زهواً إذ زعمت أن هذا غلط شائع في مصر، فلما بينا لك أنك أنت المخطئ، تواريت خجلا ثم انبريت تدعي إنما أردت أن خطاء أحسن من خطأ موازنة لصواب؛ بين كلمتك الأولى المنشورة في العدد (٤٧٥) من الرسالة، والثانية المنشورة في العدد (٤٨٧) مدى قليل جداً، فما أسرع ما يفضح الباطل والادعاء الأجوف صاحبهما! وأمر آخر: متى عهدك، عافاك الله، بالذوق الموسيقي؟ أحين احتشدت فلم تجد أحلى وقعاً من (ليس المزكزك بأنيئهن) فإن يكن لك - وأنت عجوز - عذر من هرمك ومرض أذنك فاعلم أن الله لم يخلق رجلاً صحيح الذوق سليم الأذن يستسيغ (الخطاء والصواب) أكثر من (الخطأ والصواب)، ورحم الله امرأ صيرك - وأنت تريد الكلام في اللغة - إلى الجرس والموسيقى
ولست أوفى (الرسالة) ما يجب لها من شكري وشكر العلم والأدب على نشرها مقالاتك كما هي: فقد رأيتك يا سيدي تدعي - بعد كلامك في الموسيقى - أن نسبك ينتهي إلى بني مراد!! (تشرفنا)؛ ولقد تواضعت جداً إذ لم تنتسب في بني هاشم وأنت تشعر في صميمك شعوراً غالباً عليك بالحاجة الماسة إلى نسب ما بعد هذا التخبط