وما أظن هذا الإخفاق الذي يصيب بعض أمم الشرق في عصرنا الحديث إلا من هذه الكآبة المستولية على نفوس الشرقيين، والتي تعم وديانه الضاحكة، وربوعه الجميلة
نعم، إنك تجد القوة حيث تجد الفرح والسرور، والأمم العظيمة تشعر بالقوة لأنها أشعرت قلبها المرح والسرور
أيها الناس، افرحوا بالعيد، واعتدوه عيد النصر على النفس وشهواتها، وأعظم بذلك من نصر في ميدان الجهاد
روى أن رسول الله (ص) قال وقد رجع من غزوة: (رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر)؛ يعني جهاد النفس، فإذا كان جهاد النفس أكبر الجهادين كان النصر عليها أكبر النصرين
ألا إن الإسلام يدعوكم إلى الفرح والسرور، ولذلك سن لكم الأعياد. إلا أن الإسلام يدعوكم إلى الفرح والسرور في يوم العيد بما يهديكم إليه نبي الإسلام من قول وعمل
عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بعاث، قالت: وليستا بمغنيتين، فقال أبو بكر: أمزأمير الشيطان في بيت رسول الله (ص) وذلك في يوم عيد، فقال رسول الله: يا أبا بكر أن لكل قوم عيداً وهذا عيدنا
نعم، فلتلتهموا السعادة التهاماً، ولتغتنموا المسرة البريئة اغتناماً، فلقد بينا لكم من معنى العيد ما يعينكم على جلب المسرة، وبينا لكم من تعاليم الإسلام ما ينفي عنكم الحرج في المسرة؛ ولتبتعدوا عن السرور بالإثم والباطل، فإنه مسرة تعقبها ندامة، وفرح تتلوه الكآبة، وبشر مصيره إلى يأس وقنوط وخذلان
إنما الفرح عنوان الأمل والرجاء، ومظهر الحياة والأقدام، ودليل الرجولة العاملة الفائزة
وما خلق الله النجوم المتلألئة بأنوارها لنشقى بل لنسعد
وما خلق الله الرياض الضاحكة بأزهارها لنشقى بل لنسعد
وما خلق الله الطيور المغردة بألحانها لنشقى بل لنسعد
وما خلق الله الأشجار الراقصة بأغصانها لنشقى بل لنسعد
وما خلق الله الأنهار المصفقة بأمواجها لنشقى بل لنسعد