ترقب الآباء، هل عادوا؟ وهل حان اللقاء؟
بين أيدي أمهات، بِتنَ، والليل جفاء
في طوايا النفس وقد عز الرجاء!
ويحهم أين تُراهم، هؤلاء التعساء؟
هم وراء الليل أجسادٌ وأرواحٌ هباء
ووجوهٌ رسم الرعبُ عليها ما يشاء
خندقوا في مأزقِ الموتِ وما منه نجاء
بين موج من سعير يتوقَّاه الفناء
وجبالٍ من رُكام الثلج يُرسيها الشتاء
وحديدٍ طائر يحذر مسراه الهواء
وعجيبٌ! فيمَ للموت يساق الأشقياء؟
في سبيل الحقِّ؟ والحق لدى القوم طلاء!
في سبيل المجد؟ والمجد من البغي بَراء!
أوَ في المجزرة الكبرى تنال المجدَ شاء؟
كذب الباغي وللسيف بكفَّيه مَضاء
وخداعٌ كل ما قال، وزورُ وافتراء!!
أيها الشرق الذي خصَّته بالرٌّوح السماء
هذه الروح التي شِيدَ بكفيها البناء
والتي من نورها العالم يُجْلي ويُضاء
يا أبا الحكمة، لا هان عليك الحكماء!
ناد (أوربا) فقد ينفعها منك النداء:
دِنْتِ بالقوة حتى صَرَعَتْكِ الكبرياءُ
حانتِ الساعةُ يا أختاه أم حَقَّ الجزاء؟
أرقصي في النار، أنتِ اليوم للنار غذاء
وأشربي في حانة الشيطان ما فاض الإناء