وخلاصة القول أن حافظاً صور عواطف المصريين في الثورة على الأمة الباغية التي عدت على إحدى البقاع الإسلامية، بحيث استطاع أن يسبق شوقي في هذا الميدان
آمال مصرية
وهناك تاريخ مجهول هو تاريخ جهاد المصريين لتحرير طرابلس من نير الطليان في أعوام الحرب الماضية، وذلك الجهاد يرجع إلى نزعة أصلية هي شوق مصر إلى التلاقي مع جميع الولايات التي تشرف على شواطئ البحر الأحمر وشواطئ البحر الأبيض، فقد كانت مصر في أكثر عهود التاريخ متصلة بتلك البلاد اتصال وداد وإخاء، وبلادنا كانت الملتقى لآمال الرجال في تلك البلاد، فأكابر الأغنياء من اليمن والحجاز وفلسطين والشام ولبنان وليبيا والجزائر وتونس ومراكش قد انتفعوا جميعاً بمركز مصر مفتاح الشرق
وكبار الوطنيين في مصر لهم أصول في تلك البلاد، فقد عير عبد الرحمن الرافعي بأنه شامي الأصل، وعير عبد العزيز جاويش بأنه مغربي، ونحن مع هذا نرى هذين الرجلين غاية في شرف الوطنية المصرية
ما معنى ذلك؟ معناه أن الوطن المصري هو الوطن الذي ينظم شواطئ البحر الأحمر وشواطئ البحر الأبيض، وقد حفظ التاريخ أن جنودنا استنزلوا في المعارك التي انتهت بفتح الأندلس وشهد التاريخ أيضاً أن عرب الأندلس لم يجدوا في محنتهم مأوى غير وادي النيل
متاعب الدنيا في هذه الأيام لن تنسينا ما يجب أن يحفظ، ولن ننسى أبداً أن لنا إخواناً هواهم من هوانا في جميع الشئون.
الحرب الحاضرة موجة عابرة، وميزان الوجود لا تزلزله قلقةٌ وقتية سيزول صداها بعد حين
مصر هي مصر، والشرق هو الشرق، ورجاؤه فيها هو رجاؤها فيه، ولن ينفصم ما بينها وبينه من مواثيق
سنكون فيما بعد أصدق مما كنا فيما قبل (والله العزةُ ولرسوله وللمؤمنين)