للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

(سوق) و (الجوهرية) و (الخردجية) و (الغورية) وهذا القسم الأخير بأسم المسجد المقام فيه؛ وهذه هي بعض أسواق المدينة المهمة. ويطلقون على السوق التركي الرئيسي: (خان الخليلي). ويغطون بعض الأسواق بحصر أو ألواح تحملها عوارض تمتد في الشارع أعلى الدكاكين قليلاً أو فوق المنازل

يتكون الدكان من كوة مربعة الشكل، أو حجرة صغيرة (شكل ٥٦) ارتفاعها ست أقدام أو سبع تقريباً، وعرضها بين ثلاث أقدام وأربع. وقد يتألف الدكان من حجرتين تتقدم الواحدة الأخرى، وتستعمل الأخيرة مخزناً ويقام أمام الدكان مصطبة بالحجر أو الآجر يستوي سطحها بأرضية الدكان. وترتفع المصطبة عادة حوالي قدمين ونصف أو ثلاث أقدام، ويكون عرضها كارتفاعها. وتجهز واجهة الدكان بمصاريع ثلاثة سهلة الطي يعلو بعضها بعضاً، فيثني أعلاها إلى فوق ويطوي الآخران إلى أسفل فوق المصطبة، فتكون مقعداً مستوياً يفرش بالحصر أو بالبسط وبالوسائد أحياناً. وتستبدل بعض الدكاكين بالمصاريع السابق ذكرها أبواب منثنية. ويجلس التاجر غالباً على المصطبة ما لم يضطر إلى الانسحاب قليلاً داخل الدكان ليخلي المكان لمن يصعد إليه من حرفائه الذين يخلعون أحذيتهم قبل أن يطئوا الحصيرة أو البساط بأقدامهم. ويقدم التاجر الشبك إلى حرفائه الدائمين أو من يشتري بضاعة كثيرة إلا إذا كان هؤلاء يحملون شبكهم. ثم يرسل إلى أقرب مقهى في طلب القهوة التي تقدم في فناجين صغيرة من الخزف الصيني داخل ظروف من النحاس الأحمر. ولا يستطيع أكثر من شخصين أن يجلسوا براحة على مصطبة الدكان ما لم تكن هذه أوسع من المعتاد. غير أن بعض المصاطب تمتد إلى ثلاث أقدام أو أربع، فيكون عرض الدكان حينئذ خمس أقدام أو ستا، فيفسح المجال لأربعة أشخاص أو أكثر يجلسون الجلسة الشرقية. ويقيم التاجر صلاته على مصطبة على مرأى من المارة. وقد يترك التاجر دكانه وقتاً فيطلب من جاره أن يخفره له أو يعلق شبكة على بابه. ويندر أن يفكر التاجر في ضرورة إغلاق دكانه قبل الانصراف إلى منزله ليلاً أو الذهاب إلى المسجد لصلاة الجمعة. أما الغرف التي تعلو الدكاكين فقد وصفتها في مقدمة الكتاب

(يتبع)

<<  <  ج:
ص:  >  >>