مهلاً أيها القبر، هلا صنعتها بين أحضانك وأطبقت إطباق البحر المظلم على لؤلؤة بين أصدافه؟
وأنت يا أحجار القبر ويا أتربته، هل تَرَين الناس عليكٍ بُكاة كما بكوها؟. . .
ترى لمن كانت آمالُ مندثرة بين القبور، وآلام جمدت على صفحات الرموس. . .
حدثني بربك يا قبر، هل بكوا عليك بكاءهم عليها حين الممات؟. . .
ألا خبروني كيف انقلبَ البكاء الواله إلى سُكون وصمت، ثم إلى قبر مهجور، فأحجار بعثرها البلى وسط القبور. . . كم مكثت شريداً أيها القبر، يتراوح عليك صباح ومساء، بين هديل للحمام ونعيب للبوم؟!