حق كل مسلم عربي دون رجوع فيه إلى الرسول حين (يكون بعيداً عنه فيتعذر رجوعه إليه. . . ثقة بملكة العربي في ذلك الوقت)!
وهذا نص تعبيرٍ لك لم أرد أن ألح عليك بالإشارة إليه ثقةً مني بأن صدوره لم يكن إلا نتيجة سرعة تحريرك، وسبق قلمك لمجرى تفكيرك، ولكنك تأبى يا سيدي وقد تبرأت من تهمة الأخذ برأي أولئك المستشرقين - في غير حجاج مقنع - إلا أن تعود فتنسبها إلي، لأني كما تزعم (حملت كل مالا يدخل من القراءات في باب اختلاف اللهجات على التصحيف، ولم أفرق في ذلك بين قراءات شاذة ومتواترة). وأنت تعرف أني لم أزد في كلامي عن هذا التصحيف على ما أورده السيوطي؛ بل لقد أتيت بما يشكك في قوله حين ذكرت أن صاحب الكشاف مع أكثر المفسرين يعتبرون هذا النوع من الكلام قراءة صحيحة لا تصحيفاً
فما كان أجراك يا سيدي وقد نفيت التهمة عن نفسك ألا تعود فتلصقها بمن لوح إليك بها في تأدب مع إقناع، لأن من دأب الفضلاء وأنت أحدهم، أن يميطوا الأذى عن طريقهم - إذا شاءوا - لا ليطرحوه مرة أخرى في طريق الناس.
ولك أزكى تحياتي واحترامي
(جرجا)
محمود عزت عرفة
تاريخ وفاة ياقوت
أورد الأستاذ البحاث محمود عزت عرفة في العدد ٤٩٤ من مجلة (الرسالة) شبهة في تاريخ وفاة ياقوت الرومي الحموي. والذي يبدو أن وفاته كانت سنة ٦٢٦ كما أجمع عليه المترجمون له؛ وأما الجملة المقحمة في النسخ المطبوعة من معجمه أثناء كلامه عن الحسن بن الباقلاني، وهي (لقيته ببغداد سنة ٦٣٧. . .) فالراجح أنها كانت مزيدة في الهامش من صاحب النسخة الأصلية المخطوطة، أو من أحد المطالعين فيها، ثم أدرجها النساخ في الكتاب، كما يقع كذلك كثيراً ولا سيما في كتب التاريخ، فترى نظائره في تاريخ بغداد للخطيب ووفيات الأعيان وفوات الوفيات وحسن المحاضرة وغيرها، فإن فيها وفيات أناس