للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

والشام والعراق، وأن يسافر الأمير علي إلى المدينة ويقيم فيها تحت ستار قيادة المتطوعين، فيتفق مع شيوخ القبائل وينظم أمرهم استعداداً ليوم الثورة، وأن يتولى الأمير عبد الله تنظيم قبائل الطائف والقبائل المجاورة لمكة، ويعد معدات العمل، وأن يشترك كذلك مع والده في المكاتبات والمفاوضات التي تدور مع البريطانيين. ولما رجعوا من الطائف انصرف كل منهم إلى إتمام ما اختص به من المهمات

وبينما كانت المفاوضات والمكاتبات السرية تدور بين دار الحماية البريطانية بمصر وشريف مكة بالحجاز، كان المستر (ستورس) يتصل بأقطاب حزب اللامركزية العربي في القاهرة، ويباحثهم في (القضية العربية)، ويدعوهم إلى زيارته في قصر الدوبارة ويسألهم عن خططهم وبرامجهم فيما لو دخلت تركيا الحرب، وماذا يكون موقفهم لو عمل الحلفاء على استقلال بلاد العرب، وهل يستطيع أبناء العروبة مؤازرتهم والنهوض بأعباء استقلالهم، فأجابوه:

(إن العرب يتمون استقلال وطنهم وإعادة غابر مجدهم وعزهم إذا كان لابد من انهيار دولة الترك. وهم على استعداد تام لتأييد كل سانحة وبارقة ترمى إلى استقلال العربي مهما كان شأنها. . .)

ولقد دارت مكاتبات سرية يومئذ بين الشريف حسين باسم العرب، والسر هنري مكماهون نائب جلالة الملك بمصر باسم بريطانيا العظمى لأجل إعلان الثورة أدت إلى الاتفاق على البنود الخمسة التالية التي تمت الموافقة عليها في الشهر الأول مع عام ١٩١٦ وهي:

أولاً: تتعهد بريطانيا العظمى بتشكيل حكومة عربية مستقلة بكل معاني الاستقلال في داخليتها وخارجيتها، حدودها شرقاً: خليج فارس، وغرباً: بحر القلزم والحدود المصرية والبحر الأبيض، وشمالاً حدود ولاية حلب والموصل الشمالية إلى نهر الفرات ومجتمعه مع الدجلة إلى مصبهما في خليج فارس ما عدا مستعمرة عدن فإنها خارجة عن هذه الحدود. وتتعهد هذه الحكومة برعاية المعاهدات والمقاولات التي أجرتها بريطانيا العظمى مع أي شخص كان من العرب في داخل هذه الحدود بأنها تحل محلها في رعاية وصيانة حقوق تلك الاتفاقيات مع أربابها أمراء كانوا أو من الأفراد

ثانياً: تتعهد بريطانيا العظمى بالمحافظة على هذه الحكومة وصيانتها من أي تدخل كان

<<  <  ج:
ص:  >  >>