مقدارها ثابت لا يتغير، أما جسم الطائرة - أو بالأحرى ثقلها - فهو العامل المتقلب، المتزايد أو المتناقص. هو الخصم الذي يهاجمه المهندس على أوراقه أولاً، وفي المصانع ثانياً، ليستخلص من عنصر الهواء أكبر غنم، ويستخلص لطائراته أنْفَذَ الخواص، ولصفاتها أعلى منسوب.
تتباين خواص الطائرات المختلفة تبعاً لتباين طرق توزيع وزنها على مختلف أجزائها. وطائرات الحرب أغراضها كثيرة متنافرة: هذه تحتاج لسرعة فائقة، وتلك لسعة في النقل عظيمة، وهذا يطالب بطائرة مدافعها فتاكة، وذلك بأخرى قنابلها كثيرة. هذه الأمور وغيرها تعرض للمهندس فيوازن بينه، ويقارن ويعادل، حتى يصل آخر الأمر - بعد مجهود طويل وتجاريب عديدة - إلى أحسن الحلول، أو على الأقل إلى أقرب من الغرض المطلوب
يتكون ثقل الطائرة من وزن أشياء شتى: أهمها المحرك. والهيكل بما فيه الأجنحة، والوقود، والمدافع، وذخيرتها، والقنابل وصفائح الفولاذ الواقية. يختص المحرك منها بأكبر نصيب، كيف لا وهو القوة الدافعة، تزيد سرعة الطائرة بزيادته، وتنمو مقدرتها التسلقية بنموه
ولكن هذه المهارة في المناورة، يلزمها علاوة على القوة الدافعة أجنحة سميكة، معدنها متين، أقدر من غيرها على احتمال الضغط العنيف، الطارئ من حركات انقلاب حادة فجائية. ومدى التسلق يحتاج، علاوة على المحرك القوي، إلى أجنحة طويلة عريضة تعترف من الهواء كثيراً. أما السرعة، فهي وحدها التي تقنع بتركيز الوزن كله في المحرك
ويا ليت الأمر يقف بالمحرك عند هذا الحد، فهو لا يكتفي باستحواذه على نصيب الأسد، بل يتطاول أيضاً إلى ما بقى من ثقل يحتجز منه لملحقاته. الزيت والوقود؛ تلك السوائل الثقيلة الوزن التي لا غنى له عنها، تغذيه بحيويتها، وتخلق منه قلباً نابضاً لجسم كان هامداً. لم يبق إذن من ثقل الطائرة إلا جزء ضئيل تتنازعه المدافع وذخيرتها، والقنابل وأدوات تصويبها، والدروع الواقية لأرواح الطيارين. تنازع عظيم لا يفصل فيه المهندسون ولا يبتون فيه بقرار، إلا على ضوء نسب مخصوصة ترتفع وتنخفض تبعاً لما تقوم به الطائرة من واجبات سواء أكانت متعددة النوع أم محدودة
فإذا تأملنا المقاتلات مثلاً وجدناها تحتاج إلى سرعة فائقة تلاحق بها ما تتخطى الحدود من