والنبوغ والسمو، فلا يقدِّر لها النجاح، ولا يقدِّم لصاحبها إلا فلوس غير كثار؛ وقد يخرج متأدب، من الأدب السوقي، ما يوافق عقل العامي ويطابق هواه. . . فينال النَّفاق والرواج. ولقد ربح كورنيل الكبير من مسرحيته (آتيلا و (تيت وبيرينيس ما لم يربحه من (السيد أو (هوراس فقد نال في كل منهما ما كان يعادل في القرن الخالي سبعة آلاف من الفرنكات. وهذا مبلغ في القرن السابع عشر، عظيم. رغم أن هاتين المسرحيتين لم تبلغا ذروة الفن. ونال (توماس كورنيل) من مسرحيته (تيموقراط ما يفوق هذا المبلغ، من أن توماس كان لا يجاري أخاه كورنيل الكبير في البراعة. وكانت الآثار التي جلبت لرسُّو الأموال، هي آثاره التي نسيها الناس في هذه الأيام. فلقد مهد معجمه السبيل للمال ليصل إلى جيبه. وربح هوغو من البائسين أربعمائة ألف فرنك؛ وما كانت بأروع آثاره. وقد أوتي الروائي الفرنسي (أوجين سو هذا المبلغ من كتابيه (خفايا باريس) و (اليهودي التائه وتخطاه ربح (بونسون داتيراي من كتابه (روكومبول
فمن أراد الفن لا يحفل المال. ويقول الدكتور لالو إذا أردت أن تعيش عيشة طيبة فاكتب وريقات، وميلدرامات وضع للتمثيل الموضوعات. . . أما إذا أردت أن تخدم الفن، وتخرج رائعات فاتنات، فاعزف عن العيش الناعم، والمال الكثير. فإذا كان عيشك الساذج آنئذ مترعاً بالفن والجمال، فإنه لعيش لا يقدر عليه من البشر غير أفراد قِلال.
وقد يخشى أن يسفل الفن إذا سعى وراء المال. ويقول (برودون في كتابه (ليس لدينا في مكان الأدب والفن، غير صناعة مقدّرة لخدمة الترف العامل على الفساد والخراب) ولقد احتج على الملكية الفنية وحقوق الفنانين في القرن الخالي، وقال إنه ليس من يكتب للفن، وليس من يبدع للفن، فهم جميعاً يبتغون التجارة؛ ويساعدون بما يكتبون على فساد البلاغة. . . وخراب الروح. وكان (شارل نوديير الروائي المعروف، يحسب عندما يكتب، أن كل ثماني كلمات تؤلف سطراً، وأن السطر ثمنه فرنك واحد. . . وقد عللوا وفرة حروف الاستفهام والتعجب. عند أبطال (دوماس الكبير) في رواياته كقولهم (أوه!) أو (آه!. . .) أو (آية!) بأن ثمن السطر كان فرنكاً ونصف فرنك؛ وهذه الحروف كانت تحسب في السطر من الكلمات التسع.
وقد لاحظ النقّادة الفرنسي (سانت بوف) هذا فقال: (إذا كنت تجد عند مؤلِّف بارع كهذا