صريح، فيكون منهما مزاج نقرأه الآن في أعاصير مغرب
فهذا الديوان الفذ حافل بأوصاف الطفولة وتدليلها وألعابها وحلواها إلى حد يلفت النظر:
غريرة تسأل ما الحبُّ؟
بنيتي هذا هو الحبُّ
ضمي ثغيرك يا بنية وابعثي منه الأمل
بنيةُ ما صنعت، جزاك ربي ... بحب في مشيبك مثل حبي
ماذا تخبئ طفلة ... رقت ورق قناعها
ما شب من نار طبخ ... نا فوقها حلوى الهوى
فكم لعبة وقعت من يدي ... ك وقوعاً أرى القلب لا يشتهيه
إني أشاهد كيف يفط ... م في القلوب رضاعها
فإذا تركنا هذه الأبيات الحافلة بصورة الطفولة طالعتنا أبيات فياضة بعاطفة أبوة صادقة دافقة
يقول الشاعر الكبير
احسبني الأكبر حتى إذا ... عانقتني ألفيتني الأصغرا
وهو بيت صادق جميل في وصف عناق عشيقين، ولكن ليس أجمل منه ولا أصدق في وصف عناق الأب لابنته، حين يجد نفسه وقد عادت فيها من جديد صغير فياضة بتيارات الحياة ويقول:
تم الكتاب وألقت باليراع يدي ... وضمن الطرس إحساسي وإدراكي
ما لي به غير مسرور ولا كلف ... إلا يسر يميناً نبتها الزاكي
ضيعت فيك مسراتي فما بقيت ... لي من مسرة شيء غير لقياك
فهل من محض المصادفة أن يقول الأستاذ هذا الكلام الآن، والآن فقط وهو الذي قضي أكثر من ثلاثين عاماً يكتب وينظم ويعتز بشعره وكتابته إلى أبعد حدود الاعتزاز
لشد ما غيرت هذه العاطفة الجديدة من نفس أستاذنا الكبير!
إن كان خلفك للوعود تدللاً ... بمكانك الغالي لدي فأخلفي
ما كنت أتبعه القطيعة آنة ... هو منك واعجبي يزيد تشوقي