للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الورق التي تناثرت بفعل القنبلة المتفجرة. وربما كانت القنبلة البطيئة الانفجار هي أفظع وأشد أنواع القنابل فتكاً؛ فعندما تصطدم القنبلة بالأرض، يحدث التصادم كسراً في زجاجة ملأا بحامض يبدأ في شق طريقه خلال حواجز معدنية قابلة للذوبان فيه حتى يصل إلى المادة المنفجرة، وإذ يختلط بها يحدث الانفجار. وبالتحكم في سمك الحوائط المعدنية يمكن تنظيم وصوله إلى المادة المتفجرة في خلال بضع ساعات أو بضعة أيام إذا أريد ذلك

فوق الهدف

يصعب - بطبيعة الحال - أن تختفي مدن بأكملها عن أنظار القاذفات. وقد استعمل الطلاء (الكاموفلاج) للوقاية من الغارات الجوية في الحرب العظمى الماضية، فكانت الخطوط الجوية الكثيرة الملونة - على هيئة حمار الوحش - على أرض السهول والوديان تحدث اضطراباً شديداً للرائي. وقد وجد خبراء الوقاية أن هذا الخلط بين الألوان شديد التأثير على الملاحظين الجويين، لذلك طلوا أسطح المباني الهامة بلون الحشائش أو الأحجار المجاورة كما غطوا الحوائط الجانبية بكروم اصطناعية. وقد أصبحت ترسانة (ولويتش) غاية في التنكر بفضل ما نما حولها وفوقها من الحشائش، حتى لقد أصبح عمالها يسمونها (بالبيت الأخضر).

ومن المعروف أن المركبات السريعة هدف سهل للطائرات المنخفضة، لكنه أصبح في الإمكان جعلها (غابة متحركة) - كما قال أحد عامة لندن - وذلك بنثر الأوراق والأغصان والشجيرات على جوانبها وأسطحها. فإذا سار صف من هذه المركبات المتنكرة في الطريق بجانب صف من الأشجار، استطاعت أن تحتجب تماماً عن أعين الطيار الملاحظ. ولقد جد البريطانيون والألمانيون على السواء في الاهتمام بالإظلام الليلي، وذلك لسبب وجيه؛ فقد دلت التجارب على أن عود الثقاب الملتهب يمكن رؤيته على ارتفاع نصف ميل، كما أنه يمكن برؤية المصباح المضاد على ارتفاع ميل وربع بوضوح تام، والنافذة المضاءة على بعد ١٢ ميلاً. إلا أن هناك أشياء لا يمكن إطلاقها تماماً؛ فالموانئ وخطوط السكك الحديدية لابد أن يظهر منها بعض الضوء. وأشد من ذلك وأنكى مجاري الأنهار، فإنه في أشد الليالي ظلاماً يظهر النهر كشريط ضيق لامع يرى في جلاء ووضوح. ولا يمكن لأشد الاحتياطات إحكاماً أن تخفي الهدف تماماً إذا أخذت له صورة واضحة من الجو، فالطباعة السوداء

<<  <  ج:
ص:  >  >>