تلقاء ذاتها. وبمجرد أن يسيطر جنود المهابط على الهدف المقصود تتصل الوحدة الجوية بالقوة الرئيسية التي تهبط في نظام دقيق. فلا يمضي سوى ساعة واحدة حتى تكون القوة قد بدأت الزحف. أما جندي المهابط فيتلقى تدريباً حربياً يفوق كل ما يناله جندي آخر في الخدمة العسكرية. فالمراد من تدريبه أن يعرف كيف يهبط إلى الأرض دون أن يؤذي نفسه، وكيف يختار أحسن الأمكنة لنزوله. وهو يستعمل لذلك نموذجاً معقداً يبين الأراضي الصعبة ومكانها. والمفروض في كل رجل أن يكون خبيراً بفن الإشارة وقيادة الطائرات. ويجب أن يكون تام التدريب على كيفية استعمال الأنواع الأجنبية من المدافع الرشاشة والأسلحة الأخرى التي يمكن أن يغنمها. من ذلك ترى أنه لا يصلح سوى أشد الناس ذكاء وسرعة خاطر لهذا الطراز من القتال
أسلحة لمركبات الجو
ما برح سلاح الطيران الملكي البريطاني يرفع من شأن المدفعية الجوية من حيث الدقة والمقدرة على الفتك والتخريب. فإن قائد مطاردة من طراز (سبيتفاير) يستطيع بتصويب طائرته نحو الهدف بمساعدة المنظار ثم الضغط على الزر الخاص، أن يطلق ١٢٠ طلقة في الثانية من ثمانية مدافع رشاشة مثبتة في جناح الطائرة. وهذه المقدرة الفائقة على إطلاق النار من مستلزمات سرعة المطاردة التي لا تمكن المدفعي من أن يبقى فوق هدفه لأكثر من ثانية أو ثانيتين في كل مرة يزوره فيها. والمدافع موضوعة بحيث تلتقي خطوط نيرانها على مدى بضع مئات من الأقدام أمام الطائرة. وقد اخترع سلاح الطيران البريطاني (طابية) تركب على القاذفة وبها أربعة مدافع أو أكثر تدور بدورانها وهذا يمكن المدافع من أن تطلق نيرانها في أي اتجاه. وهذه الطوابي توجد على ذنب القاذفة وجسمها ومقدمتها. وتستعمل هذه المدافع كلها أثناء القتال رصاصاً يترك وراءه أثراً. فمقدمة الرصاصة ملأا بمركب فسفوري فإذا انطلق في الجو تركت أثراً واضحاً من الدخان في النهار أو من النار في الليل. فإذا كان بين كل خمس رصاصات واحدة من ذوات الأكثر أمكن للعين أن ترى وتتبع خط الضرب. ولا يخفى أن رؤية الإنسان أين يضرب من الأهمية بمكان عظيم وبخاصة في المدفعية الجوية الحديثة حيث سرعة عمليات الهجوم والدفاع عظيمة يكاد يكون من المستحيل تتبع الهدف في البقعة التي يحددها المنظار