وأحسن الزعماء، والمنفلوطي في طليعة الكتاب. كلهم طلبوا في الأزهر وحفظوا ألفية ابن مالك، وقرءوا مجموعة المتون، واستظهروا رسالات الكتاب ودواوين الشعراء، وحفظوا القرآن والحديث، وحضروا دروس المعاني والبيان والبديع والتفسير وفقه اللغة، حتى علموا بلغتهم ودينهم، ورسخت أسس أدب أمتهم في صدورهم؛ ثم مالوا إلى آداب الأمم الأخرى اقبلوا عليها إقبال العالم بالأدب، ونقلوا روائعها إلى قومتهم، فأحسنوا الانتقاء، وأتونا بأدب متين جميل جيد السبك، حسن الأسلوب غزير المادة كان الأدب الحديث لهذا الزمان، ولكنه كان مؤسساً على فضل الأزهر وأصوله في التدريس، ولو لم يكن كذلك لقرأنا الآن أدباً ركيكاً وخيالاً بارداً كله لحن يتطاير منه السخف، فالحمد لله على نعمة الأزهر وأدباء الأزهر وعلوم الأزهر فلقد أغنى الأمة العربية بالأدب الممتاز، وجعلها في حل من الاقتصار على أدب يكتبه جماعة من أدبائنا الحديثين، ممن تأدبوا من هوامش الأدب وأطراف الكتب. . .
وبعد فالأزهر كله فضل وفخر. وفخري منه أنني طلبت فيه