وأقول: ما قاله الأب عين الصواب، ولكن ما كان يحسن منه أن يذيع من على منبر (الرسالة)، وهي الصحيفة العالمية للآداب والعلوم والفنون - أن مثل هذا خطأ في اللغة! بل كان الأخلق به - وهو على ما وصفت آنفاً من الدقة في البحث والتحري للصواب - أن يقول: ذلك تقصير من اللغويين في الاستيعاب، وحكم منهم على ما لم يعلموا نفيه أو ثبوته، وأو نحو ذلك من العبارات التي تلتئم وما نسبه إليهم من عيب (إن صح أن يكون ما صدر منهم عيباً)
وكلنا يعلم أن لغة العرب لغة ضخمة، وأن العبء الذي تحمله اللغويون والنحاة، في سبيل جمع شتاتها، وتنسيق كلماتها والمحافظة على سلامتها من الخطأ واللحن - كان أثقل الأعباء التي تحملها العلماء، منذ بدء التأليف والتدوين إلى وقتنا هذا
فكيف يقال مع ذلك: لا أثق بأقوال النحاة ولا اللغويين؛ لأنهم أخطئوا في حصر بعض الألفاظ؟!