في نشوة تلك الساعة غاب صوابنا حتى عن
حمد الله، وتوهمنا اللحظات تمضي على رِسلها
بينما الحب مقيم دفين، فرتبنا لقاء الزمن الوليد
ترتيب العصفور لو كره. مسكين! مسكين أيها
الطفل الوليد؛ فقد أخذتنا غفوة سمعنا فيها
هتاف صوت يردد: كل شئ لا يغني.
لكن، أواه! إني لا أروم إثارة أحزاني وأشجاني.
أواه حبيبتي! أواه رفيقة صباي! أواه ليلاي!
سوف يُنفخ دائماً في مزمار آهاتي وشكاتي.
سوف أتنقل في روض ذكراك، جانياً
قطوف حلاوتك وأفاويق عفتك، متنسما شدى
قبلاتك المناجية مناجاة قبلات القمر الحالم.
أهيم بذكرى قدك الرخص البارع، وغصنك
المعتدل الفارع، ذكرى جسدك الذي مازج
أشواقي في معبدها الروحاني، ذكرى أريج أديمك
الأشد من رحيق عتيق المدام، ذكرى الأزهار
الفواجة بمداعبة جيدك الأندى من الفجر؛ ذكرى
مرقدنا الحاقد على هوانا، الملتهب غيرة وحسداً.
أهيم بذكرى أيامي السادرة في ثنايا عمري،
ويغمرني عُباب ذكرياتي المقدسة. وحين يشتعل
رأسي شيباً، ويغضن الهرم وجهي، وأصبح مثل
(كاساندر) سأستمد الدفء من قبس
ربيع حياتي؛ وسألتمس دائماً حرارة
هذا القبس من تحت ذرات الرماد.
عندما يهب إعصار الفناء، وأحس برد الموت