للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أسرارها وتفيأت تحت شباتك ظلالها. . . هل ذكرتها في تلك المحنة الظالمة التي لطمت فيها قفا المتشدق، وهزمت جيوش باعة الإسفنج، حتى أتاها الهون فأضاعوا شجاعتها بكثرة العَدد، وطفوْا فيها على مارسْ بالعُدد، فأذلوا الأولمب، ودنسوا رحاب زيوس، ونشروا سمادير الكآبة على جبين مينرفا، وأطاشوا سهام كيوبيد، وفجروا الدمع من عيني فينوس!!

أما تزال تبكي يا قلمي الحبيب؟! أما تزال تؤثر الصمت إشفاقاً على صاحبك، ورثاء لأخيك؛ إذن. . . فإليك البشرى التي تأسو علتك، وتمسح عَبْرتك، وترد عليك ما فاتك من شباب. . . ها هو ذا صاحبك يتفيأ ظل الجنة التي تحوطه فيها القلوب الحبيبة. . القلوب التي تطب له ما لم بطب الأُساة النُّطس، وتعالجه في جنباتها الأرواح الطاهرة التي سلمت من كل رجس، فهي لصاحبك من علته شفاء.

(د. خ)

<<  <  ج:
ص:  >  >>