٢ - عجبت كل العجب كيف يذكر الأب حمدون وما على شاكلته، ممثلاً به لما جاء على (فَعلول)، مع أن قواعد الميزان الصرفي تأبى ذلك كل الأباء.
وإنما هي على زنة (فعلون) كما بنيت، وكما هو مسطور في كتب التصريف!!
٣ - أتحدى (الأب) أن يأتي بكلمة واحدة، عربية أو معربة، جاءت على وزن (فَعْلول) بفتح فسكون باتفاق علماء اللغة غير صَعْفوق المعرب من اليونانية كما قيل. إن فعل ذلك كنت به من الشاكرين.
٤ - كثرة ممارستي لتدريس (علم الصرف) تسمح لي بأن أستنتج السر في امتناع العرب من النطق بألفاظ على زنة (فَعْلول) استقلالاً.
وبيان ذلك، أن العرب أكثرت من استعمال الألفاظ التي على وزن (فَعْلول) بضم الأول، أصيلة ومعربة، كالشمروخ (فرع العِذق)، والأُثكول والعثُكول (كلاهما بمعنى الشمروخ، والعنقُود والعصفور والدّستور، وغيرها كثير في اللغة، ولم تستعمل على زنة فَعْلول إلا صعفوق المعرب، ومع ذلك روى فيه ضم الأول وإن كان ضعيفاً. والسر في هذا خفة الانتقال من ضم إلى ضم بينهما سكون. فالضم في الأول يناسب الواو قبل الطرف. وأما بناء (فَعْلول) الذي كلامنا فيه، فأوله مفتوح. والفتحة لا تناسب الواو التي هي بنت الضمة، ففيه الانتقال من الفتح، وهو خفيف، إلى الضم وهو ثقيل، ولم يحفل العرب بالسكون المتوسط الذي يخفف أمر الثقل؛ لأن الضم بعده سكون ثم ضم، أسلس في لسانهم من فتح بعده سكون ثم ضم؛ لذلك كان فتح الأول في الكلمات التي ورد فيها الضم لغة ضعيفة متروكة. وهذا تعليل لما اقتضاه ذوق العرب آمل أن يكون صحيحاً.
وبعد، فقد أثبت البحث اللغوي، أن النحاة واللغويين، كانوا على يقين لا يخالجه شك، حين قالوا:(ليس في اللغة اسم على وزن فعلول غير (صعفوق) وقد انعقد الاجتماع على أنه معرب دخيل! وإن فليس للأب أنستاس، ولا لغيره من أرباب البحوث اللغوية بعد هذا البيان - أن يرفع عقيرته فوق المنبر الأدبي العلمي العالمي منبر (الرسالة) بقوله: (لماذا لا أثق بأقوال النحاة ولا اللغويين) بل الأجدر به والأليق بمنزلته أن يقول: إن اللغويين والنحاة، أعلام أثبات ثقات
وأقول أخيراً: إني لا أجد مثلاً للنحاة واللغويين مع الأب أنستاس، إلا قول من قال: