للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أهدابها كحل الكرى عند انبلاج الصباح الوليد

ويترنم سيل الجدول المنساب، حاملاً إليك

بين ثناياه المترقرقة جواهر ماسية صافية، ومن

صفحته اللألاءة مرآة بلورية زاهية. وتندفع

أحجار الحصى كثمار الجوز المنزلقة على

الصراط الضيق، وتفوح أشجار الصندل

بالعرف الشذي، والطيب الندي.

وتسلب الريح الهائمة أنغام القبل الراقصة على

شفتيك، وتنهب الأغاني الشادية على لماك، فتجعل

الأشواق المتأججة، والأماني الهائجة، ورعدة

الصبوة الجامحة، تهيم في الآفاق، وترقد في

منازل الأفلاك، حالمة بسحر لحظك الفتاك!

ليلاي! كل شيء يزهر تحت قدميك، وينضر

بين يديك؛ فيشرق جماله لعينيك، ويضوع نسمه

من عبير ثناياك، في روض السحر والفتنة، وأيك

الجمال والروعة. . . وينمو العشب وينبت الكلأ

حيث تتباين الورود وتتنوع الأزهار. . .

لحظة يا حبيبتي من لحظات عمري أرشف فيها

الهوى صرفاً، وانتشى بالحب خمراً.

كل شيء يمتزج في ربيع هوانا بسحر الجمال،

ويثمل برحيق الوصال؛ فيعانق شذى الوجود،

وخمر الطبيعة، وفيض النور، وصدحات

القبلات الساجعات، كشدو ناي مترنم

في مجامع الأزهار؛ هذه القبل هي قربان

هيامنا القدسي، وزلفى غرامنا السرمدي.

<<  <  ج:
ص:  >  >>