الترجمة عن الفارسية. وفي الديوان ثلاث عشرة قطعة مترجمة عن هذه اللغة. وكانت الترجمة بين العربية والفارسية سنة شائعة بين متأدبي المسلمين في ايران وما يجاورها، وإذ كان الشعر الفارسي قد بلغ اشده، وكانت العربية لا تزال لغة العلم والأدب. وكثير من شعراء هذا العصر وما بعده نظم باللغتين، ولقب ذلك بذي اللسانين، وفي يتيمة الثعالبي أمثلة من هذا. وهذه الترجمة تهم دارس الأدبين العربي والفارسي. ولكن يقلل خطرها اننا نجد الترجمة ولا نجد أصلها، ولم اعرف من الشعر الفارسي الذي ترجمه البديع إلا قطعة أثبتها محمد عوفي في كتاب لباب الألباب في ترجمة المسطقي الشاعر الفارسي، ويقول عوفي ان الصاحب بن عباد أمر البديع بترجمتها، فقال على أية قافية؟ فقال الطاء. قال ومن أي بحر؟ قال أسرع يا بديع، في البحر السريع، فترجمها ارتجالا والأبيات:
بك بوي بد زويدم أزدوزلفت ... جون زلفت زري أي صنم بشانه
جونانش بسختي همي كشيدم ... جون موركه كندم كشدنجانه
باموي بخانه شدم يدركفت: ... منصور كدامست أزين دوكانه
والترجمة:
سرقت من طرته شعرة ... حين غدا يمشطها بالمشاط
ثم تدلحت بها مثقلا ... تدلح النمل بحب الحناط
قال أبي من ولدي منكما ... كلاكما يدخل سم الخياط
وير انه تصرف في ترجم البيت الثالث. وأصله: (ذهبت إلى الدار بالشعرة. فقال ابي: منصور أي الاثنين؟. وفي الديوان بيتان قبل هذه الثلاثة.
ومن الترجمة التي يتجلى فيها اسلوب الفارسية هذان البيتان
فؤادك أين؟ سباه بماذا ... بمقلته. من؟ غزال ربيب
سلابا. نعم. اين؟ وسط الطريق ... متى؟ اليوم. هذا سلاب غريب
وهي تذكر دارس الأدب الفارسي بمطلع قصيدة محتشم من شعراء الدولة الصفوية في رثاء آل البيت.
وفي الديوان قطعة فيها كلمات وشطرات فارسية، والشعر المنظوم بلغتين أو أكثر يسمى الملمع في عرف أدباء الفرس أو الترك وهو كثير عندهم.