فلان آخر يحلم أنه التحق بوحدة مشاة البحرية حيث خدم سابقاً - يذهب إلى نوردي فرانس، إلى ظولون، إلى كوريان، إلى القرم، إلى القسطنطينية، يشاهد برقاً، يسمع رعداً، ثم يشاهد معركة يجد فيها النار تخرج من أفواه المدافع فيستيقظ - ومثل فلان الأول استيقظ بسبب النور المنبعث من مصباح الواعية عند مرورها) - هذه هي الأحلام الناتجة عن نور شديد مفاجئ.
لكن الأحلام الناتجة عن نور مستمر ولطيف (خفيف) مثل نور القمر فتختلف عن الأولى بعض الاختلاف - يذكر كراوس أنه ذات ليلة عندما استيقظ لاحظ أنه لم يزل يمد ذراعيه نحو ما كان يظنه في حلمه غادة، ولم تكن سوى القمر يرسل له شعاعه - إن هذه الحادثة ليست فريدة في نوعها. يظهر أن شعاع القمر عندما يداعب أعين النائم يمكنه ان يثير رؤى طاهرة. أليس هذا ما تذكره قصة أنديمون:(الراعي النائم دائماً الذي تحبه الإلهة سيلينيه (أي القمر) حباً جماً؟. . .
للأذن أيضاً احساساتها الداخلية مثل الطنين والرنين والصفير التي لا تقوى على تمييزها وقت اليقظة ولكن النوم يبرزها بكل وضوح - لا نزال ونحن نائمين نسمع بعض الأصوات الآتية من الخارج مثل طقطقة دولاب أو تلألؤ النور أو صوت المطر المنهمر على النافذة أو الريح المتقلب النغمات؛ فكلها أصوات تصدم الأذن ويحولها الحلم إلى محادثة وصراخ وألحان ألخ. . .
حك بعضهم مقصاً بملقط أمام أذن الفريد موري وهو نائم، ففي الحال حلم أنه يسمع صوت المدفع ويشاهد حوادث ١٨٤٨ - ويمكنني أن أسرد لكم أمثلة أخرى ولكن يجب أن يكون للأصوات نفس الأهمية التي للأشكال والألوان في أغلب الأحلام - إن الاحساسات البصرية لها الأسبقية وفي غالب الأحيان نرى فقط حينما نظن أننا نسمع أيضاً. . .
ويلاحظ مكس سيمون أننا نقوم بمحادثة كاملة في الحلم، ونلاحظ بغتة أنه لا شخص يحدثنا ولا أحد يتكلم - لقد كان هناك بيننا وبين محدثنا تبادل مباشر في الأفكار، محادثة ساكنة - إنه لحدث غريب ولكنه سهل التفسير - فلكي نسمع أصواتاً في الحلم يجب أن تكون هناك دائماً أصوات حقيقية نحس ونشعر بها لأن الحلم لا يصنع شيئاً من لا شيء؛ وإن لم تقدم له مادة رنانة فيصعب عليه أن يصنع ما هو رنان.