للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عبد المتعال الصعيدي

حول تراجم المعاصرين

أمنية يطيب للنفس أن تتعلق بها ولكن الشواهد التي حولنا توشك أن تثبط الهمم. فمن كان يتوهم أن أديباً فاضلاً سيعجز عن جمع طرائف المرحوم حافظ ونوادره؛ وأن هذه الملح ستتبخر من واعية أصدقاء حافظ وجلسائه وخاصته!!

بل من كان يتوهم أن أديباً يكتب كتاباً فيذكر فيه (المرحوم فلان!) وفلان هذا لم يزل ينعم بأنفاس الحياة!!

وأكثر من هذا. فإن الكثير من شعرائنا لا يقيمون وزناً لتأريخ ظروف قصيدهم مما يضيع على الأدب فوائد يدركها الناقد الفطن

ولقد كان الظن أن تقوى هذه الناحية من الأدب في عصر الطباعة والراديو! ولكن المشاهد غير ذلك. . . وتلك هي المسألة، كما يعبر الغربيون. . . أفيكون هناك أثر نفسي خطير (لانتشار الطباعة) سبّب ضعف الذاكرة وتهاونها، وقعد بالناس عن مسايرة الأخبار وروايتها؟

إنا لنعتقد ذلك. . . فإن وفرة المطبوعات أيقظت في الناس رغبة الخمول والاعتماد على (الغير) ممن يؤلفون. . . وهؤلاء نفر قليل قد لا يلازمهم التوفيق في كل الأحايين. ومع هذا فإننا لنعتقد أن باب النقد والتحليل في كبريات مجلاتنا كالرسالة والثقافة والمقتطف والهلال يقدم صورة مصغرة لتراجم المعاصرين. وبعد فما من شك في أننا نجهل الكثير من أطوار حياة كتابنا، ولقد كنت إلى عهد قريب أجهل أن أستاذنا الكبير الزيات يحمل شهادة الحقوق، وأن هناك بعض كتب ألفها ليضع غيره عليها اسمه! لو أننا اهتممنا بتراجم المعاصرين لأنكشفت لنا أسرار وأسرار، ولتركنا لخلفنا آثار أدبية واضحة التقاسيم سديدة المرامي

(الإسكندرية)

حسين محمود البشبيشي

جماعة نشر الثقافة بالإسكندرية

<<  <  ج:
ص:  >  >>