والزوال بسرعة. ولابد للعمل الكتابي قبل كل شيء أن يكون حياً؛ ولا يمكن أن يكون حياً إلا إذا كان حقاً. والكاتب لا يظفر بالخلود إلا إذا استطاع أن يوجد مخلوقات أحياء) ثم يقول بعد ذلك:(وهل نستطيع أن نتبين الكمال الفني في أسلوب هوميروس وفرجيل ونحن نقرأهما مترجَمين؟) وهذا القول ظاهر البطلان، لأن المخلوقات الحية التي يلدها ذهن الكاتب لا يتسنى لها البقاء على توالي الأعقاب والأحقاب إلا بالأسلوب كما فال شاتوبريان. ومن هنا قل اهتمام الناس بكتب زولا بعد موته، وإن ظلت في تاريخ الأدب هرما شاهقاً ضخما يدل على جبروت الذهن وقوة القريحة، لأنها فقدت النبل في الموضوع والبلاغة في الأسلوب، وبغير هاتين الصفتين لا يخلد كتاب. . .