تكفير المسلمين لأقل الشبهات، مع أن الشيخ كان يحكم بأن الرأي الذي يحتمل الكفر من تسعة وتسعين وجهاً ويحتمل الإيمان من وجه واحد يجعل صاحبه من المؤمنين
وعرفت من حديث الشيخ مصطفى أن أوراق الشيخ عبده قدمت إلى الشيخ رشيد لينتفع بها في تدوين تاريخه بعد أن اعتذر الشيخ عبد الكريم سلمان، وأن تاريخ الشيخ عبده روعيت في تدوينه أشياء، فلم يدوَّن على الوجه الصحيح فيما يمس تلك الأشياء
ثم ماذا؟ ثم أذكر أن المستر بلنت قال في مذكراته: لقد وجب عليَّ أن أسجل شعوري نحو الشيخ محمد عبده، فهو في نظري أصدق رجل عرفته في الشرق
وأنا أشعر بمثل هذه العاطفة نحو الشيخ مصطفى عبد الرازق فهو في نظري أصدق الاوفياء، وهو معي في كل وقت، وإن كنا لا نلتقي إلا في القليل من الأحايين
الصديق الحق هو الذي يجعل الصداقة في مكانة من القدسية لا تتأثر بالقرب أو البعد، ولا تختلف باختلاف الظروف، ولا يزيدها تقادم العهد إلا صفاء إلى صفاء
نفحات عراقية
أصدرت مجلة (الغَرِيّ) عدداً خاصاً بالوفد العلمي، وفد الأساتذة المصريين إلى النجف، وهو مجموعة من الخطب النفيسة والقصائد الجياد، وفيه ذُكِرتْ مصر بالخير على ألسنة فصاح، وأفئدة صحاح
قرأت تلك المجموعة حرفاً حرفاً، ومتعت خاطري بذكريات النجف والموصل والبصرة والحلة وبغداد، وهي بلاد الأهل والاحباب، ثم سرني أن أرى خطباء النجف وشعراء النجف بعافية، وإن لم أر اسم السيد عبود شلاش بين الخطباء
وتذكرت الصديق الذي زرت معه النجف، فمن ذلك الصديق؟
لن أنسى أبداً أني زرت النجف مع السيد صادق الوكيل، ولن ينقضي حزني عليه، وكان أكرم صاحب وأكرم أليف
لو عاش هذا الفتى لوصل إلى خفايا الدقائق من التاريخ الإسلامي
ولو كنت أعرف أنه سيُخْتَضَر لأديت إليه بعض حقوق الوفاء
كان طيِّع القلم في الرسائل الإخوانية، فكنت أتلقى منه خطاباً في كل أسبوع، برغم تقصيري في الجواب، لأنه كان يعرف أن الوقت لا يوافيني بما أريد، والصديق الذي