للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

إذن هو (صديق قديم)!

ولقد قلت إنني (أخشى أن تكون حادثة ما أو عدة حوادث كامنة في ماضي الأستاذ مندور، تتحكم في نفسه دون شعور) فهذه حادثة من تلك الحوادث التي افترضتها ومن يدري فلعل وراءها من نوعها الكثير!

على أن هناك عاملاً آخر تتأثر به أحكام صاحب (الميزان الجديد)؛ فقد عاد إلى مصر قريباً، ولم يتسع له الوقت بعد ليقرأ الشعراء والأدباء المصريين؛ إذ كان مشغولاً في الوقت القصير الذي تلا عودته بكتابة رسالة يتقدم بها إلى الجامعة. فهو - كما فهمت من حديث سريع معي - كان يحسب الشعر المصري هو ذلك الذي تنشره الأهرام في بعض (المناسبات)، فأصدر عليه حكماً جازماً سريعاً. كما أنه عندما تحدث عن (بيجماليون) لتوفيق الحكيم، لم يكن قرأ كل مؤلفاته فأصدر عليه حكماً جازماً سريعاً. وهكذا كان أمره - فيما أحسب - مع شعر العقاد وشعر سواه: نظرة خاطفة سريعة، وحكم جازم سريع! وليس هكذا يصنع (أصحاب الموازين)!

وبعد فلقد كان اليوم موعدي مع القراء لعرض نماذج من الشعر الهامس الصحيح؛ فمعذرتي إليهم أن الفرغ المتاح قد استغرق كله. والى اللقاء القريب

(حلوان)

سيد قطب

<<  <  ج:
ص:  >  >>