بهذا العنوان قرأت أول ما قرأت بشوق ولهفة مقال الأستاذ محمود شلبي في عدد الرسالة ٥٠٦
فهو لعمر الحق مقال ممتع قوي التعابير، محكم التراكيب تعلوه موجة أدبية لا يشعر بها إلا من منحه الله ذلك الإحساس الفني والشعور الأدبي
وكيف نستكثر على الرسالة واتجاهها هذا اللون الإنشائي وهي قد مهدت الطرق لرفع مستوى الأسلوب الفني في مصر والأقطار العربية؟ وإني لازلت أتذكر جيداً كلمة أستاذنا محمود البشبيشي في موضوع الرسالة، وقد كان يدرس لنا الإنشاء إذ قال إن الرسالة حملت عبء مدرس الإنشاء في المدارس العالية، وقد كان المدرس ينوء بحملها
وقد استرعت تفكيري أمور في مقال الأستاذ شلبي لا يحسن السكوت عليها، فقد ذكر أن السيد جمال الدين ولد في قرية (أسعد أباد من قرى كنر) ولا أعلم من أين أخذ الأستاذ هذه المعلومات في حياة هذا الفيلسوف العظيم. وعلى فرض أنه استند إلى جريدة أو مجلة فإن قراء الرسالة لا يغتفرون له هذا الاستناد بل يرجون منه ومن غيره تحقيقاً وتمحيصاً فإن آذانهم مرهفة، وأبصارهم شاخصة لكل ما يكتب في الرسالة
وكان الجواب على الأستاذ أن يطلع على الكتاب الذي أصدره منذ سنيهات عن السيد جمال الدين ومحمد علي الكبير مساعدُ أستاذ في الجامعة الأمريكية ببيروت باللغة الفارسية واسم الكتاب (مودان نامي شرق) فهذا الكتاب منجم ثري لمن أراد الكتابة عن السيد جمال الدين وفيه مراسلات جميلة وطريفة بينه وبين العالم السيد مرزا حسن الشيرازي
أما ولادته ففي قرية (أسداباد من قرى همدان) لا في قرية (أسعد أباد من قرى كنر) وفي هذه القرية اليوم مدرسة اسمها (الجمالية) تخليداً لذكرى السيد جمال الدين
ودراسته الأولى كانت على والده ثم رحل إلى النجف، وله فيها حتى الآن أصهار وأقارب. وإذا أراد الأستاذ التعرف إلى أقاربه فإني أحيله على الأستاذ المحامي السيد صادق كمونة في النجف فهو خير من يعرف عنهم
أما قبره ففي تركيا وقد كان مهجوراً دارساً إلا أن المستر كراين الأمريكي تبرع لبنائه لما زار تركيا. وللأستاذ شلبي مني ألف تحية.