لعهد موسى من الطعام الواحد، كما قص القرآن، فأوصاهم موسى بهبوط مصر، لأن مصر منوعة الفواكه والحبوب والبقول، وهذا سر القوة التي جعلت المصريين بأمن من طغيان الأمراض الفواتك على اختلاف الأجيال). والآية المشار إليها هي قوله تعالى:(اهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم). وظاهر أن (مصراً) في الآية مرادفة لكلمة (بلد). والمعنى: اهبطوا أي مصر من الأمصار تجدوا طلبتكم. أما (مصر) النيل المبارك فهي علم ممنوع من التنوين وليس مراداً في الآية. وظاهر أيضاً أن الدكتور مبارك قد سها في فهمه الآية وبنى على هذا السهو النتائج التي تقدمت
(دمشق)
(س)
في الأدب المصري (فكرة ومنهج)
صدر أخيراً هذا الكتاب، لأستاذنا الفاضل أمين الخولي، وكتب مقدمته تلميذ من تلاميذه في الجامعة اقتداء بسنة السلف من العلماء
وفي الكتاب دعوة حرة إلى دراسة الأدب المصري دراسة خاصة وبيان للمنهج الذي يجب أن يتبع في هذه الدراسة
فهو إذن قسمان: فكرة ومنهج. أما الفكرة، فقد أملتها اعتبارات قومية مصرية خاصة وأخرى فنية أدبية عامة
يقول المؤلف في الاعتبار القومي الخاص (إن حياً لن يفكر بنفسه وهو حي، لأن إيمان الحي بنفسه سر وجوده الفطري، ومصر لم تكفر بنفسها لحظة ما، فكيف لا تؤمن بشخصيتها في الفنون بعامة ثم في الأدب بخاصة. وفي هذا العصر الإسلامي الذي ظلت فيه كدأبها شاعرة بنفسها يقظة لذاتها، فهي لهذا تصر على أن تدرس وجودها الأدبي في العصر الإسلامي)
ثم تناول المؤلف الاعتبارات الفنية العامة فبين الخطأ الشائع في تحديد العصور الأدبية تحديداً زمنياً كالأموي والعباسي دون نظر إلى المكان الذي يشغله هذا الأدب كالعراق أو مصر، فذلك إخلال بالتحديد والضبط وإهمال للمؤثرات الطبيعية القاهرة مع الاهتمام بحالة