قوتك، فأقول: ولله يا أمير المؤمنين، ما تطيب نفسي بذلك، فيقول: إنه لا يضرنين فأروم ذلك، فإذا هو لا تعمل فيه الأسنة فضلاً عن الأسنان)
وزاد السيوطي على الخبر المتقدم ما هذا نصه:(وقال نفطويه: وكان (المعتصم) من أشد الناس بطشاً، كان يجعل زند الرجل بين إصبعين فيكسره)
وروي الخطيب البغدادي أن المعتصم (انصرف يوماً من دار لمأمون إلى داره، وكان شارع الميدان منتظما بالخيم فيها الجند. فمر المعتصم بامرأة تبكي وتقول: ابني ابني! وإذا بعض الجند أخذ ابنها. فدعاه المعتصم وأمره أن يرد ابنها عليها، فأبى. فاستدناه فدنا منه، فقبض عليه بيده، فسمع صوت عظامه، ثم أطلقه من يده فسقط، وأمر بإخراج الصبي إلى أمه)
ومما حكاه ياقوت الحموي عن ابن زهر الطبيب الأندلسي الشهير، المتوفى سنة ٥٩٥ أو ٥٩٦هـ (١١٩٨ - ١١٩٩م)، أنه (كان شديد البأس، يجذب قوساً مائة وخمسين رطلاً بالاشبيلي، وهو ست عشرة أوقية). وهذا الخبر عينه نقله ابن أبي أصيبعة بأن زاد في التعريف أن (كل أوقية عشرة دراهم)
ونظير ذلك ما روي عن بكتمر السلاح دار الظاهري المنصوري، المتوفى سنة ٧٠٣هـ (١٣٠٣م) من أنه كان (حسن الرمي، يرمي على ستة وثلاثين رطلاً بالدمشقي)
ومثلهما في هذا الباب، أنس بن كتبنا الملقب بالمجاهد، المتوفى سنة ٧٢٣هـ (١٣٢٣م)، فقد (عانى الفروسية ورمى النشاب، حتى صار أوحد عصره فيه، يقال رمى على قوس زنة مائة وثمانين رطلاً)
وقد عرف غير واحد من هؤلاء الأبطال الأشداء، فكان من جملتهم كستاي أمير السلاح المتوفى سنة ٧٢٠هـ (١٣٢٠م)، فأنه (كان شديد البأس قوى البدن، كان يأخذ العظم الكبير من الشاة فيكسره بيده قطعتين) ومن الغرائب في هذا الباب، ما حكي عن قطيلجا بن بلبان الجوكندار، المتوفى سنة ٧٢٠هـ (١٣٢٠م)، من أنه (كان فارساً بطلاً خفيف الحركات، يقال أنه ساق فرسه، فأخذ نصف سفرجلة من غصنها، وبقى نصفها الآخر مكانه)
ومثله في هذا الميدان ما نقله ابن رافع السلامي في ترجمة عبد الرحمن بن عبد المحسن بن عمر بن شهاب بن علي الواسطي، الذي كان حياً سنة ٧٢٨هـ (١٣٢٧م) من (أنه قوي شديد البطش، يضرب الأجرة بيده فتصير فلقاً، ويضرب الجوزة يكسرها. . . قال أبوه: