للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

تركيبي تلك النسبة الكبيرة من الجنس الآخر! فليس أحب إلي من أن أكون تلميذاً ناجحاً في مدرسة العقاد

وإنني لأؤكد للسيد مندور أن العقاد لو كان بين أساتذته هو أولئك الذين منحوه الدكتوراه أخيراً، فصيروه دكتوراً (في الأدب على ما أظن) لكان خيراً مما هو الآن بكثير، ولما وقف تلك الوقفة الغبية البليدة أمام مقطوعة (الكون الجميل)

ولاستطاع أن يدرك كما يدرك أصغر تلاميذ العقاد أن الشاعر الكبير حين قال:

قل ولا تحفل بشيء ... إنما الكون جميل

كان يستعرض في لمحة من لمحات الحس. . . كل ما يعترض الفرد ويعترض الإنسانية من هموم وأشجان في هذا الكون، وكل ما ترمي به الحياة من تهم وشكايات، وكل ما تذخره الدنيا من آلام وأشواك؛ ويقابل هذا كله بذلك الجمال الكوني الفتان، فيقولها قولة الصوفي العابد لهذا الجمال:

قل ولا تحفل بشيء ... إنما الكون جميل

قلها على الرغم من كل شيء، فإن للسكون شفاعة حاضرة من هذا الجمال، بل إن الكون لجميل على وجه القصر والتوكيد لا يغض من صنعته هذه شيء من تلك الأشياء

وهذا هو الذي يقف أمامه (الدكتور مندور) يقول في غير استحياء:

(هذه جملة مبتذلة لأنك تتساءل عن سر هذا القصر وذلك التأكيد فلا تهتدي إلى شيء)

وبعد فلا حديث لي بعد الآن مع ضحية الآلهة اليونان

(حلوان)

سيد قطب

<<  <  ج:
ص:  >  >>