للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

غرائب الفطنة؟)

ويقول الأستاذ الجليل (ن) ناقلاً كلاماً في موضوع الوفود على كسرى: (ولن يجوز العقل أن يقعد ابن الأكاسرة لاستماع ثرثرة كل مهذار نفاج، ويفرغ لشهود عجرفة المتعجرف وعنجهيته). وأقول إن الأستاذ العربي الجليل قد رمى العرب في هذه المقالة بما لم يرمهم به أعداؤهم، فكيف يفوت ذلك على فطنة أستاذنا وهو يعلم أنه إذا رمى فسيصيبه سهمه، وأنه - أعزه الله وشرفه - من غزية. . . إن غوت غوى. . . وإن ترشد غزية يرشد. . .!

لقد كان النعمان من ملوك الحيرة، ولهم الملك المؤثل كما كان الغساسنة في الشام. وهذا كلام لا يغيب عن علم الأستاذ الجليل ولا يند عن أبسط معارفه، كما لا يغيب عنه شعر حسان ابن ثابت - في الجاهلية - في مدح الغساسنة وصف بياض وجوههم، وكرم أحسابهم، وشمم أنوفهم، وأولية طرازهم. . . فهل يقل المناذرة عن الغساسنة شيئاً من مكارم العرب واعتدادهم بأنفسهم في ساعة يحسون فيها انتقاص منتقص، أو اعتداء معتد مهما كان شأنه؟

وما الذي يمنع من وفود النعمان على كسرى وهو تابع له وفي ظل حمايته؟ لا شيء يمنع عقلاً من حدوث الوفادة. ونحن نرى في زماننا هذا الأمم المحمية، يفد مندوبها على الأمم الحامية القوية. . . ويجلسون حول الأنضاد الكبيرة، والموائد المستديرة!

فهل تعدم هذه الأمم المحمية اليوم رجلاً من أعز رجالاتها؛ أو بضعة من أصدق ألسنتها يقولون ما يعتقدون، ويدفعون عن أممهم وأوطانهم بحسن البيان، ما لا يستطيعون دفعه بالسان؟

اللهم إن هذا يحدث اليوم تحت سمعنا وأبصارنا، والأستاذ (ن) شاهد به هذه الوقود الحديثة والموائد الخضر نبأ يقين. . .

فلماذا ينكر هذا القلب العربي المتوثب - قلب أستاذنا الجليل ن - على النعمان بن المنذر واكثم صيفي وحاجب بن زرارة والحارث بن ظالم وغيرهم من سادات تميم، وأشرف بكر، وغطاريف عامر، وجحاجحة زيد - كيف ينكر عليهم أن يقولوا في سبيل العروبة كلمة يعتقدون حقيقتها ويؤمنون بصدقها، إيمانهم بالمصطحبات من لصاف وثبرة يزرن ألالاً

<<  <  ج:
ص:  >  >>