وهي التي ننقل عنها هذا الخبر إلى قراء الرسالة - أن الشاعر النجفي قدم لطبعته الجديدة قطعتين من الشعر رداً على من أساءوا فهم فلسفة الخيام. قال لا فض فوه في أولاهما:
قد كنت من خمرة الخيام منتشياً ... وإنما خمرة الخيام إلهام
يظنه الجاهل المسكين منغمراً ... في الراح يطفو به في لجها الجام
فراح يدمن سكراً باسمه نفر ... كأنهم إذ تدار الكأس أنعام
ظننت ترجمة الخيام مأثرة ... أذابها لضعاف الرأي إجرام
إن كان هذا مآل الشعر في نفر ... لا كان شعر ولا خمر وخيام
خالوه من شعره في الخان منطرحاً ... وكم أساءت إلى الأشعار أفهام
ففتشوا عنه في الحانات وانصرفوا ... وكل ما عرفوه عنه أوهام
لله درك يا خيام في كلم ... يحييا بها الخالص بل يفني بها العام
وهذا أجمل دفاع شعري سمعناه - عن شاعر ظلمه الناس وشربوا الخمر باسمه، واحتموا في ظل رباعياته، وهو من ذلك الخمار وتلك العربدة براء.
محمد عبد الغني حسن
قضية تخسر!
ليست القضية التي انبرى الأستاذ سيد قطب للدفاع عنها بقضية خاسرة، ولكنها - مع الأسف - قد لقيت الخسران على يديه! وليس من عجب أن يجد الدكتور مندور منفذاً للطعن في رد الأستاذ سيد قطب، فإن الواقع أن هذا الرد لم يكن غرض صاحبه أن يدافع عن أباء مصر بقدر ما كان غرضه أن يعلن عن نفسه. والحق أنني ما قرأت كلام الأستاذ قطب حتى استوقفني فيه هذه الظاهرة، إذ قد فاته أن يوجه كل همه لنصرة قضيته، وإنما راح يحشد أقواله وأقوال الأستاذ العقاد، كأنما ليس في مصر غيرهما. وليست هذه هي المرة الأولى التي يسلك فيها الأستاذ قطب هذا المسلك، بل إن كل من قراء ديوانه:(الشاطئ المجهول) ليذكر جيداً كيف مهد الشاعر (سيد قطب) لديوانه بمقدمة نقدية بقلم الناقد (سيد قطب)، وكيف راح يثني على نفسه في هذه المقدمة بكلمات بعجب لها المرء عجباً يستنفد كل عجب!