للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

محمد علي باشا على الانتفاع بهذا الكتاب وطبعه فترجم إلى اللغة التركية ومطبع بمطبعة بولاق وكذلك طبع الأصل العربي منها

وفي الوقت الذي طبعت فيه المقدمة في مصر كان العلامة كتر مير الفرنساوي يطبعها في باريس وقد طبعت هذه المقدمة بالمطبعة الأميرية طبعة ثانية في سنة ١٢٨٤هـ

وقد ذكر زكي باشا (إنه بعد ما تحقق وجود المسخ والبتر والتشويه والتحريف في جمع ما صدر من الطبعات العربية لمقدمة ابن خلدون آلى على نفسه أن يبحث عن نسخة خطية تكون وافية بالمرام حتى قيض الله له الظفر بها في خزانة المرحوم عاطف أفندي بالقسطنطينية). وهذه النسخة قد صححها ابن خلدون بقلمه، وذلك أنه لما عاد إلى القاهرة من عند تيمورلنك طاغية التتار رأى الناسخين قد شوهوا محاسن مقدمة تاريخه، فضاقت نفسه وتناول نسخة من التي أصابها المسخ وأقبل عليها بنفسه وتولى تصحيحها بقلمه، وكان من هذا التصحيح أن حذف بعض الكلمات وطائفة من العبارات ووضع هوامش كثيرة بخطه. فإذا أعوزه المكان أضاف (طيارة) أي جزازة ويلصقها بين الصفحتين ويدل على موضعها دلالة ظاهرة واضحة، وقد انتقلت هذه النسخة من مصر إلى الآستانة على أثر سقوط مصر بين يدي السلطان سليم سنة ٩٢٢هـ، وقد عثر عليها زكي باشا في سنة ١٩١٠ ولم يلبث أن أخذ صورتها الفوتوغرافية وبلغ ما أنفقه عليها ستين جنيهاً كاملة، وقد كتب على هذه المقدمة العبارة الآتية: (هذه صورة المقدمة من كتاب العبر في أخبار العجم والبربر، وهي علمية كلها كالديباجة بكتاب التاريخ قابلتها جهدي وصححتها، وليس يوجد في نسخها أصح منها وكتب مؤلفها عبد الرحمن ابن خلدون وفقه الله تعالى وعفا عنه)

ولما وقفت من زكي باشا على نبأ هذه المقدمة وكان الشرق جميعا َفي حاجة إلى الصورة الصحيحة منها، رجعت إلى الأستاذ الكبير رئيس لجنة التأليف والترجمة والنشر، راغباً إليه أن تقوم اللجنة التي من أغراضها نشر الأسفار القديمة النافعة بطبع هذه المقدمة، وهي خير ما ينشر من ذخائرنا العربية، فجاءنا منها جواب مؤرخ ١٦ أغسطس سنة ١٩٢٧ تقول فيه: إن اللجنة ستضع هذا الاقتراح موضع البحث. ولما خاب رجاءنا لدى اللجنة رجعنا إلى وزارة المعارف فطلبنا منها مراراً أن تعنى بنشر هذا الثر النفيس فتطبعه طبعة صحيحة، ولكنها أصمت آذانها، وغبرت السنون على هذه المقدمة وهي على تحريفاتها

<<  <  ج:
ص:  >  >>