للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ومن الروايات التي كان إخراجها يتكلف كثيراً من النفقات نوع تنكري يسمى الماسك ومنه النوع التنكري الإنجليز المسمى والذي كان الممثلون يرتدون فيه أغلى أنواع الملابس وأشدها بريقاً ولمعاناً - وقد أتى هذا الطراز إلى إنجلترا من إيطاليا ثم انتشر في عصر الملك إدورد الثالث، ثم ألف فيه المسرحي الإنجليزي العظيم بن جونسون الروائع والغرر

ولعل أقدم الدرامات القديسية التي وصلتنا من هذه العصور هي تلك الدرامة المسماة (القديس نيقولا) والتي ألفها باللاتينية أديب إنجليزي من أدباء القرن الثاني عشر اسمه هيلاريوس وقد أهداها إلى كنيسة القديس المسمى باسم درامته. وملخصها: أن رجال الكنيسة في عيد هذا القديس يرفعون صورة القديس نيقولا من موضعها في الكنيسة، ثم يجلس في مكانها ممثل بارع يستطيع أن يضبط حركاته ويحبس أنفاسه بحيث يظن من يراه، بل يتأكد، أنه تمثال وضع هناك للقديس صاحب الكنيسة؛ وحينما تنتهي الصلاة وتعقبها تلك اللحظه من الصمت الرهيب، يقبل رجل كافر لا دين له من أغنياء المدينة، مختالاً في ملابسه الزاهية، حاملاً كيساً كبيراً فيه جواهره ونقوده، حتى إذا وصل إلى حرم القديس ألقى حمله عند قدمي التمثال وسأله في تأدب واحتشام أن يحرسه له حتى يئوب من سفره. . . لكن لصوصاً يسرقون ثروة الرجل. . . ويعود الكافر فلا يجدها. . . ويجن جنونه لهذا السبب، ثم يتناول سوطاً فيلهب به كتفي القديس الذي ينزل من مقامه في تؤدة ووقار على الرغم من السياط التي تمزق جلده ويذهب نحو اللصوص فيخاطبهم ويعظمهم وما يزال بهم حتى يردوا كيس الرجل. . . ويعود القديس إلى مجلسه ويتربع عليه، فيخر الكافر نادماً. . . ويؤمن من فوره.

(يتبع)

دريني خشبة

<<  <  ج:
ص:  >  >>