كنت قرأت في مقال للأستاذ المفضال محمد عبد الغني حسن (ع ٥٢٦ من الرسالة) إشارته إلى قول الشاعر:
إذا كنت في حاجةُ مرسلاً ... فأرسل حكيما ولا توصه
ثم نصه على أن ذلك من قول (شاعر إسلامي). وأحب أن أذكر هنا أن نسبة هذه القصيدة إلى قائلها أمر مختلف فيه، ولكن الأستاذ الجليل أحمد يوسف نجاتي ينسبها إلى (الزبير ابن عبد المطلب) عن الرسول عليه الصلوات في ترجمة طويلة كتبها عنه بالعدد الصادر في يناير عام ٩٤٠م من صحيفة دار العلوم. فقد أورد الأستاذ القصيدة ثم قال:
(قد ينسب بعض الرواة شيئاً من هذه الأبيات إلى عبد الله ابن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، ولكن الثقاة ينسبون الأبيات كلها إلى الزبير بن عبد المطلب). وأورد تأيداً لذلك ما جاء في جمهرة الأمثال لأبي هلال العسكري من تأكيد نسبة الأبيات إلى الزبير
فهذا أحد التنبيهين أتوجه به إلى الأستاذ النابغة محمد عبد الغني حسن. أما التنبيه الثاني فأخص به أستاذنا الجليل (نجاتي) فهو قد ذكر في مقاله - الذي أشرت إليه - عن الزبير أبياتاً للأخطل في وصف الخمر جاء فيها:
كمت ثلاثة أحوالٍ بطينتها ... حتى إذا صرحتْ من بعد تهدار
آلت إلى النصفَ من كلفاء أترعها ... علجٌ ولثمها بالجفن والغارِ
ثم قال: كمت جمع كميت وهو الأسود. وجمع على فعل لتوهم واحد له على وزن أفعل. ثم استطرد الأستاذ إلى تعليل تسمية الخمر كميتاً، وحدد صفة هذا اللون بين الألوان. وأقول إنه يبدو لي أن صحة الكلمة في البيت: كمت ثلاثة أحوالٍ. أي بالبناء للمجهول من الفعل (كم) بمعنى غطى وستر، فالشاعر يريد أن هذه الخمر غطيت بالطين في راقودها ثلاثة أعوام كوامل حتى صرحت وتكشف عنها زبدها. . . إلى آخر ما ينص عليه من معنى. هذا وللأستاذين منا عظيم التحية ووافر التقدير