للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الابتسامة العامرة العليمة التي تعرف إلى أين ينتهي هذا الذهب وماذا هي عاقبة الفضة والحرير المفتل. . . وعاقبة الدور والقصور، وحياة اللهو ومتاع الغرور

لنكن نساكاً وفلاسفة من هذا الطراز يا رفاق!

فإذا صدمتنا الحقيقة، وأعاد إلينا الواقع صوابنا، وذلك حينما يفاجئنا أطفالنا بمطاليبهم من لعب العيد وطرفه، فلنكن نحن لعبهم

لندعهم يصارعونا ويلاكمونا ويشدوا أذقاننا وأكمامنا. ماذا نخشى على هذه الأكمام يا رفاق؟ أليست كلها مزقا وأسمالا؟ إنهم مهما صنعوا فلن يزيدوها تمزيقاً، لأنهم ليسوا أقوى من الحرب ولا أفتك من الغلاء، ولا أطول باعاً من السنوات الأربع التي تصرمت في هذه الشدة، والتي لم تبق من أسمالنا لأولادنا شيئاً يمزقونه. . . ولا شيئاً يرتدونه، حين تكل حياتنا فيه، ولا ندري ماذا نلبس منه وماذا ندع!!

لنكن لعب أطفالنا في هذا العيد. . .

ليركبونا إذا كان لا بد لهم أن يركبوا شيئاً يعوضهم من عربات العيد التي ستكون وقفاً على أطفال الأغنياء، والذين فازوا بأرباح الحرب ومن إليهم من مختزني الشاي والمسامير وأمواس الحلاقة والزيت (الفرنساوي!)

إن من واجب النساك أن يكونوا مطايا لأبنائهم ليحملوهم بعيداً عن موكب أبناء الأغنياء فيستريحوا من المقارنات والموازنات. . . ولا يقول قائلهم معترضاً على أبيه وعلى الله وعلى الناس. . . لماذا يا ترى يبخل علي أبي فلا يشتري لي مثل هذه الصفراء أو تلك الحمراه مما يرتدي هؤلاء الأبناء؟

وقد علمنا رمضان القناعة أيها الرفاق، وإن يكن قد أصاب الأغنياء ومن فازوا بأرباح الحرب بألوان من التخمة، وصنوف من البطنة، نسأل الله أن يعيا بمعالجتها نطس الأطباء. . .

فبحسبنا أن نقدم لأطفالنا أكلتين مكان ثلاث أكلات و (تعصيرتين) يحظى بها أبناء الأغنياء. . . فإذا شكا أطفالنا مسغبة فذكروهم بما كان في رمضان القريب من حال الفطور والسحور

رضي الله عنك يا ابن عفان، ما كان أقوى إيمانك بالله يوم نزلة للفقراء المؤمنين عن

<<  <  ج:
ص:  >  >>