فقال له بالفارسية:(كاوان) أي البقر. فأمسك الرسول، وقال زيد للنعمان: إنما أراد الملك كرامتك، ولو علم أن هذا يشق عليك لم يكتب إليك به. ثم كتب (النعمان) إلى كسرى: إن الذي طلب الملك ليس عندي. . . فلما رجعا إلى كسرى. . . قال للرسول: وما قال؟
فقال الرسول: أيها الملك، إنه قال: أما كان في بقر السواد وفارس ما يكفيه حتى يطلب ما عندنا. فعرف الغضب في وجهه، ووقع في قلبه منه ما وقع؛ لكنه لم يزد على أن قال: رب عبد قد أراد ما هو أشد من هذا ثم صار أمره إلى التباب. وشاع هذا الكلام حتى بلغ النعمان، وسكت كسرى أشهراً على ذلك، وجعل النعمان يستعد ويتوقع حتى أتاه كتابه أن أقبل، فإن للملك حاجة إليك. فانطلق حين أتاه كتابه، فحمل سلاحه وما قوى عليه ثم لحق بجبل طي. . .)
وقد روى ما نقلناه مختصرين أبو الفرج في (أغانيه) في أخبار عدي بن زيد ورواه ابن جرير الطبري في (تاريخ الأمم والملوك) خبراً تاريخاً لا ريب عنده فيه. وهذه الأسطورة النعمانية مثل الأسطورة البراقية، أحدوثة أخت البراق القائلة أو المقولة:(ليت للبراق عيناً فترى) القصيدة المثيرة المشهورة