فلو كان الرواج مغرياً لنا لكانت الكتابة في هذه الأغراض المقبولة أولى وأجدى
ولو كان الرواج مغرياً لنا لما حاربنا المذاهب التي وراءها دول ضخام تكافئ من يدعو إليها ويبشر بأناجيلها. ولا نظن أن الكاتب النابه ينكر علينا أن تلك الدول تعرف قيم الأقلام التي تستخدمها في دعوتها وتحب أن تستخدم منها ما ينفعها
فنحن نكتب ما نريده ولا يعنينا أن يروج أو لا يروج. وواجبنا الذي نلتزمه في الكتابة - ولا نعرف واجباً غيره - هو أن نعني بالموضوع الذي نتصدى له ونحس القدرة عليه
ولسنا نقترح على الكاتب النابه أن يعدل عن اقتراحه إذا كان مؤمناً بصوابه؛ ولكننا نقول إننا لو عملنا به لما عدمنا مقترحاً آخر يقول: ما هذه الحوادث اليومية التي تخوضون فيها وقد رأيناها أو سمعنا من رآها؟ ودعوا هذا واكتبوا لنا شيئاً من عجائب المجهول. . .
ويومئذ لا تكون حجته أضعف من حجة الكاتب النابه صاحب الاقتراح؟