للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- لست منا ولا نحن منك

- أنا من معشوقي، ومعشوقي مني، فاذهبوا عني

- ونهزم أمام الناس

- كما ينهزمون حيناً أمام الجان، والجروح قصاص

ثم انفضت محكمة الجن بدون تعنت يحوج إلى الاستعانة بالمحامين فعرفت أن الجن لا يزالون على الفطرة الأولية في إدراك الحقائق البديهية، وعرفت أيضاً أنهم يخافون من الإنس، وكان معروفاً أنهم يخيفون ولا يخافون

ذهبت الأنوار المجلوبة بحضور الجن، وعادت الغرفة إلى الضوء المرسل من القمر في لطف، وبقيت الجنية بجانبي وهي لا تكاد تصدق أنها نجت من تعقب أولئك العماليق

- هل صرنا في أمان؟

- أنت صرت في أمان

- وأنت؟

- ألم تعلمي أني أقيم فوق جبل من البارود؟

- أتخاف وأنا معك؟

- أنا أخاف لأنك معي، فقومك لن يسكتوا عني، وقد يستنصرون بإخوانهم في الشام والعراق

- المعروف عندنا أن شياطين الشام والعراق من أصدقائك

- ومن هنا أخاف

- تخاف من أصدقائك؟

- وممن أخاف؟ هل أخاف من أعدائي وأنا أملك البطش بهم حين أريد؟

وانتقل الحوار إلى شؤون متصلة بالجمال فسألتني الجنية عما يستهويني من جمالها فقلت:

أنا أحب فيك هذه الصوت الناعم المبحوح، وأشتهي أن تتكلمي في كل وقت. . أشتهي أن تكون حياتك حديثاً في حديث، لا تسكتي، فما رأيت أندى على قلبي وروحي من بغامك الذي يشبه وسوسة الحبب عند اضطرام الكؤوس. تكلمي لأرى نعيم الفردوس ممثلاً في نبرات هن أعذب وأطيب من همسات الأماني في الصدر الحزين

<<  <  ج:
ص:  >  >>