البريئة وأدبائها البرآء. ودليلي على ذلك أن صحافة مصر الأدبية في هذا العام مملوءة بأسماء ميخائيل نعيمة اللبناني وعدنان مردم بك وعبد الوهاب الأمين البغدادي ونقولا زيادة الفلسطيني وأسعد طلس السوري وصلاح اللبكي وزكي المحاسني وخليل هنداوي وصلاح الدين المنجد وراجي الراعي وغيرهم من أدباء الأقطار العربية. فأين اسمك بينهم، وأين جولك في ميادينهم؟
أما كتبكم يا أخي فلم تغفلها الصحافة المصرية جملة ولا الأدباء المصريون. وإلا كنت في هذه الدعوى متجنياً علينا كعادتك. ففي مجلة مصرية شهرية باب للمكتبة العربية لا يفلت منه كتاب عربي خرج في سوق الأدب مهما ضؤل حجمه! حتى ديوان (خيوط الغناء) الذي نظمه الشاعر السوري الرقيق عبد الله يوركي حلاق، وكتب مقدمته صديقك كرم ملحم كرم. ولست أريد هنا أن أشق عليك وعلى القراء بالحديث عن نفسي وعن مكتبة مصر شهرية. فما أسمج أن يتحدث المرء عن نفسه!
على أن الصحف المصرية نفسها قد تسكت عما يصدر في مصر نفسها من الآثار الأدبية - كما قال ذلك بحق الدكتور زكي مبارك في رده عليك - فإن سلسلة (اقرأ) لم تظفر من (الرسالة) بكلمة واحدة على طرافة ما كتب في تلك وجدته. وخاصة تلك (الدجاجة الفلسطينية) التي وجدنا من حديثها عقلاً وعجباً.
وقد تلاحظ يا أخي رواج كتبنا في بلادكم وإملاق بلدنا من كتبكم. وتلك حقيقة يا أخي لا نحمل نحن مسئولية التقصير فيها. ولعل لتجار الكتب وموزعيها يداً في ذلك، فنحن قد تحفى أقدامنا في السؤال عن كتاب طبع في الشام فلا نجد له أثراً؛ حتى كتب الكبار من أدبائكم. فإن (ملوك العرب) لأمين الريحاني لم أجده في مصر إلى أن أهدانيه مؤلفه وحمله صديقي المرحوم الفريد الجميل. وكانت لنا مشاركة في مجلة المكشوف - حيا الله صاحبها - فلم نستطع الحصول عليها من مكتبات مصر. حتى كتابك الرسوم لم أعثر على نسخة منه إلا بقدر سعيد. . . ولولا هداياكم المتوالية ما عمرت مكتباتنا الخاصة بكتبكم التي نقرأها ونجلها
على أن المعاتبة بينكم لا تحملك يا أخي على أن تسكت عن دعوة دعوتك إليها في موضوع الكتابة عن الشاعر اللبناني نجيب إليان. فاكتب عنه في أية صحيفة شئت؛ وأرسمه في أية