للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

التقريب

وأكتب عن جميع المذاهب التي تناقض الديمقراطية كما كتبت عن الشيوعية والشيوعيين

فما تفسير ذلك يا ترى؟ ولم لا تكون الكراهة هنا كراهة رأي ما دامت مطردة في جميع الأوقات وعلى جميع المذاهب وبين جميع الأحوال؟

كلا. لا يمكن أن يفسر كلام إنسان بالرأي والعقيدة في عرف الأوشاب وعبيد المعدة والمفسرين للتاريخ كله بالماديات

أفي الدنيا إنسان يحارب رأياً لأنه يؤمن ببطلانه؟ كيف يكون هذا؟ وكيف يكون الإنسان عبداً للمعدة إذن ويكون الرأي محور أقواله ومثار خصوماته؟

هذا مناقض (للمذهب) في الصميم

وهو كذلك مناقض (للخطط الحربية) التي أوصى بها ماركس أتباعه علانية ولم يتورع أن يزينها لهم في منشوراته على مسمع من الدنيا بأسرها؛ فهو القائل إن تشويه كل ديمقراطي حسن السمعة واجب مفروض على الدعاة، وهو الذي سن لهم هذه السنة حين أشاع أن (باكونين) جاسوس للروس والنمسويين وهو يعلم أنه لطريدة الروس والنمسويين!

ومن عقائدهم التي لا يخفونها أن (الحق) المطلق خرافة ليس لها وجود، وأن ما يسمى حقاً إنما هو جملة المصالح التي تنتفع بها الطبقة الغالبة في أمة من الأمم، وأن الكذب العمد على هذه الخدمة (الطبقة) أمر مشروع بل واجب مشكور

فلا عجب إذن أن يقرفني الأوشاب عبيد المعدة بما يعهدون في أنفسهم وفي عقائدهم من الخلائق والأدناس

بل عندي أنهم حيوني أكبر تحية في مقدورهم حين رفعوا سعر الرشوة التي أرشاها إلى خمسة آلاف من الجنيهات أجراً مقدوراً لبعض مقالات

نعم هي أكبر التحيات التي يملكونها وهم يعلمون أن سعرهم جميعاً وأجور مجهوداتهم جميعاً منذ خدموا الشيوعية إلى أن تستغني الشيوعية عن خدمتهم لن يقارب خمس هذه الآلاف

فلهم علي تحيتهم المغصوبة شكر بلائهم

ولهم فوق ذلك تبرع آخر ينتفعون به في كل لحظة إن وجد السبيل إليه

<<  <  ج:
ص:  >  >>