للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الممتاز؛ لكننا مع ذاك لا نستطيع أن نغض من قيمة الشعر المرسل المتدفق الذي انتشر في لغات الأرض قاطبة إلا في اللغة العربية مع الأسف الشديد. وأحب أن أؤكد للشعراء أنه لا اللغة العربي ولا طبيعة الشعر العربي هما السبب في عدم إساغتنا لهذا الشعر. بل السبب الحقيقي هو أننا لم نجد التجارب الجيدة فيه، التجارب التي يحسن أن يقوم بها كبار شعرائنا لا (متأففين) ولا مستنكرين

وبعد، فأنا أعيذ العقاد العظيم من أن يكون سبباً في انصراف شعرائنا عن محاولة القيام بتجاربهم في الشعر المرسل، بل أعيذه هو من أن يصر على الانصراف عن هذا الشعر.

دريني خشبة

حول أصل الحضارة اليونانية

عرض الدكتور زكي مبارك عند حديثه عن كتاب (قادة الفكر) لمناقشة الرأي القائل بأن (الثقافة اليونانية هي مصدر الثقافة الإنسانية، وأن الناس في الشرق والغرب وفي جميع الأجيال مدينون لثقافة اليونان). وقد انتهى الدكتور من حديثه إلى تقرير أن (الفلسفة اليونانية منقولة عن الفلسفة المصرية)؛ وهذه النتيجة التي انتهى إليها، وأن كانت صحيحة على وجه العموم، إلا أنها تحتاج إلى شيء من الإيضاح

أما بيان ذلك فهو أن أرسطو قد أرجع أصل الفلسفة إلى اليونان حين قرر أن طاليس هو الفيلسوف الأول الذي نشأت على يديه (في القرن السادس قبل الميلاد) أول فلسفة عرفها التاريخ؛ ولكن ذيوجانس اللائرسي - وهو من المؤرخين اليونانيين - عارض في هذا الرأي، فتحدث في مقدمة كتابه الموسوم باسم (حياة الفلاسفة) عن وجود فلسفة سابقة للفلسفة اليونانية عند الفرس والمصريين. وعلى ذلك فإن مشكلة أصل الفلسفة قد اختلف فيها من قديم الزمان، وتبعاً لذلك فقد تساءل الباحثون: هل كانت الفلسفة شيئاً استحدثه اليونان أم تراثاً انتقل إليهم من (البرابرة)؟

بيد أن النتائج التي انتهى إليها الباحثون أخيراً قد رجحت الرأي الثاني، إذ أن الكشف عن وجود حضارات سابقة للحضارة اليونانية، كالحضارة العراقية (فيما بين النهرين) والحضارة المصرية، والتحقق من أن مدن أيونيه - وهي مهد الفلسفة اليونانية - قد كانت

<<  <  ج:
ص:  >  >>