للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ودعا الشوق إليه الحنينْ

فهو طوراً شاحب قد يراه

من قديم الوجد مثلَ الهزالْ

صحب الأيام يشكو إليها

بثه لو أسعدته الشكاه

وهو طوراً صاخب قد عراه

من طريف الحب مثل الجنونْ

جاش حتى أضحك الأرض منه

عن رياض بهجةً للعيون

ونفوس العاشقين كراتٌ

يعبث اليأس بها والرجاء

كحياة الدهر تأتي عليها

ظلمة الليل وضوء النهارْ!

فهذا إذن هو من نظم الدكتور طه حسين من الشعر المرسل الذي أورده في آخر كتبه - على هامش السيرة - الجزء الثالث - الصادر في أول نوفمبر سنة ١٩٤٣، أي في الوقت الذي كنا نحسب ألف حساب ونحن ننشر فصولنا داعين شعراءنا لإجراء تجاربهم في هذا الشعر عسى أن يوفق أحدهم أو أكثر من واحد منهم إلى أسلوب رائع بخلو من العيوب التي يأخذها عليه النقاد المحترمون

ونحن لا يسعنا إلا أن نبدي أكبر إعجابنا بهذا المجهود المشترك الذي ساهم به زعيم النهضة الأدبية في مصر، وعميد الأدب العربي، في الثورة على القديم الذي ندعو إلى الثورة عليه وإن كنا نهتف بجميع شعرائنا أن في وسعهم أن يعطونا شعراً مرسلاً أجود بكثير جداً مما عرضنا عليهم من شعر الأستاذ أبي حديد ومن هذا الشعر الذي نقدمه إليهم اليوم فخورين من شعر الدكتور طه حسين

وبعد. . .

فأحسب أن الدكتور طه قد أعلن رأيه الآن بطريقة فعلية في الشعر المرسل، وأنه في جانبنا

<<  <  ج:
ص:  >  >>