نشوىِ! ياُ حلما زوّقته بالفتون
ودميةً صنعتُها من الوهم والظنون
لمَ يشحب الوجهُ البهيّ، ويَرْعش الثغر الشهيّ، إذا رأيتني؟
مالك مرعوبة يا نشوى؟
أهذا حفيف الصنوبر الحزين، في الغاب، أم آهات صدرك؟
وتلك ومضات البرق الجريح، فوقنا، أم خفقات قلبك؟
لقد تمنينا المنى حتى مللناها
فتعالي نسحقها بالوصال، ونقتل الخوف باللقاء، فنصبح أقوياء كالظفر، بسامين كالنور، تياهين كالأبطال
اقتربي
فيا هناء من ارتوى من حبَّه تحت النجوم!
اذكري ليلة الكرم يا نشوى
ليلة كنا نعد النجوم
وكلما قلتِ هذى نجمة
قلتُ هذى قبلة
وضممتُك إلى صدري، وروَيتك من حبي
لقد كنت ترعشين بين ذراعيَ وتبسمين، وتتلهين عن قُبَلي وتحُلمين
وكان قلبي يعربد تارة ويرتجف ساعة
فهمست في أذنك الرهيفة: (سيبقى حبنا متوقداً كهذه النجوم يا نشوى، فإذا غيّبني الثرى
يوماً، فاذكري حبي إذا زرتِ الكروم، واذكري قبَلي إذا رنوت إلى النجوم)
فرقرقت في عينيك الدموع، وقلتِ: (سأذكر حبك، وقبلك، كلما نظرت إلى النجوم أو
وطئت الكروم)
فمالك الليلة صامتة يا نشوى؟
لا ترعبي، فالهوى حلو الجني، تحت النجوم!
أين قلبك الشارد يا نشوى؟